للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمشاركته طعامه البسيط.

تلقت الهيبة الاستعمارية لطمة مذهلة لم تكن تتوقعها، سواء في قوة هذه السلطمة أو اتساعها، وما أن أشرقت شمس صبيحة انفجار الثورة، حتى انطلقت السلطات الاستعمارية للانتقام، فاعتقلت مئات وآلاف المسلمين الجزائريين، وقذفت بهم في ظلمات المعتقلات وغياهب السجون. وكان من بين المعتقلين بعض أقارب وأهل الذين قاموا بالهجوم على (خنشلة) وتم إطلاق سراح بعض المعتقلين بعد تعذيبهم واستجوابهم. في حين بقي الآخرون وراء قضبان المعتقلات. وفرضت الإقامة الاجبارية في معسكرات الاعتقال على عدد كبير من المواطنيين. ووقعت نساء بعض المجاهدين في قبضة السلطات الاستعمارية، فقذفت بهن في السجون، حيث تعرضن لسوء المعاملة والتعذيب لمدد طويلة. وقد يكون من المناسب هنا استعراض مسيرة الاغارات في خنشلة، وما تم حدوثه خلال التنفيذ.

١ - الإغارة على المحول الكهربائي وشبكة الاتصال الهاتفي:

قام بتنفيذ المهمة (ابراهيم عثماني - التيجاني) ومعه (الأرقط كيلاني). وبدأت العملية عندما قطع إبراهيم عثماني الأسلاك الهاتفية التي تصل خنشلة بكل من عين البيضاء وبطنة، وكانت هناك زمرة تقوم باشغال الدرك - الجندرمة - وحماية المنفذين، واستخدمت حشوة مستطيلة بعد ذلك لتدمير الباب المعدني الذي يحمي مدخل (المحوال الكهربائي). كما استخدم مقص معدني للتعامل مع القاطع الكهربائي الرئيسي. مما ساعد على قطع التيار الكهربائي عن المدينة كلها، فباتت تسبح في ظلام دامس. وتم بعدئذ وضع الشحنات المتفجرة والقنابل، وأشعل الفتيل البطيء،

<<  <  ج: ص:  >  >>