العسكري ما هو ضروري من توجيهات خلقية وسياسية، إلى جانب الإعداد النفسي، وفقا لكل قواعد السرية ومبادىء الأمن والحيطة التي أمر بها القرآن الكريم. وبدأ التحول في مواقف هؤلاء الرجال الذين يعيشون - حياتهم بعيدا عن المدينة، وهم معزولون في وسط عدائي يتربص بهم، وفوق أرض جدباء مقفرة تقريبا. ولم يكن حدوث هذا التحول ممكنا لولا تلك الجهود الجبارة التي بذلها رجال (المنظمة السرية - الشرف العسكري). فتراجعت بنتيجة ذلك النزاعات العدوانية - غير الهادفة -. وأخذ الرجال في السيطرة على أنفسهم، والتحكم بانفعالاتهم السلبية.
ولم تمض أكثر من فترة قصيرة حتى توافرت للرجال الثائرين القدرة على العمل بفاعلية وقوة ضد كل قوة مهما كان رصيدها المادي قويا، ومهما كان نوع التسلح الحديث الذي تمتلكه. ولم يكن ذلك إلا بفضل ما اكتسبه هؤلاء الفلاحون الموصوفون من قبل الاستعماريين (بالخارجين على القانون) من معرفة سياسية جيدة، وتدريب مستمر ومنظم دعم من روحهم المعنوية العالية، وزاد من ثقتهم بأنفسهم. لقد ولدوا عمالقة من جديد، ولكنهم عمالقة فيهم كل صفات النبل والطيبة، يعملون في السر من أجل تطوير تنظيمهم الجديد، واحترام قواعده وأسسه، والالتزام بمبادئه وأهدافه.
لقد عاد (مصطفى بن بولعيد) الى الجزائر من جديد في العام ١٩٥٤، ومعه (بشير شيحاني) وتم اتخاذ قرار في (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) يقضي بمتابعة التدريب وتطوير الاستعداد. وتم تعيين (عجول) الذي كان يستقر في (وادي