سرحا) للاضطلاع بمسؤولية القيادة العسكرية. فكان عليه توجيه التدريب العسكري، والحصول على الأسلحة والتجهيزات وتخزينها. وأصبح التدريب منتظما ومستمرا تقريبا. وكان معظم (الخارجين على القانون) في هذه المنطقة هم من الذين هربوا من الجيش الافرنسي، فكانت لديهم معرفة أكثر من سواهم ممن التحقوا حديثا في صفوف المجاهدين - في مجال التعامل مع الأسلحة. وانصرف (غرين بلقاسم) وآخرون لممارسة أعمالهم السرية، والاضطلاع بأدوارهم بثقة وتفاؤل.
شملت عملية تدريب الثوار (الماكي) كل ما هو ضروري لتأهيلهم من أجل احتمال المصاعب مثل: السير الطويل، والأعمال القتالية، وحتى التدريب على التحكم بالانفعالات والعواطف، وتركز التدريب على منح الرجال الفرصة لاستخدام خيالهم المبدع من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة، وإظهار روح الأخوة والاستعداد للتضحية.
وأصبح الرجال بعد ثلاثة أشهر من التدريب تقريبا - وهم على استعداد لتنفيذ أية مهمة قتالية. ونظرا لاقتراب موعد تفجير الثورة (يوم - ي) فقد تم توزيع الرجال على منطقتي عمل، الأولى وتشمل:
أشمول، والأحمر خدو، وزيلاتو، وبسكرة. أما الثانية فتشمل: الشليا، ووادي فم الطوب، ومروانا، وبطنه، وباريكا. وانصرف رجال المنطقة الثانية للتجمع على حدود (فم الطوب) حيث الوادي الخصب الذي تنتشر فوقه المستوطنات، وأخذوا في العمل تحت قيادة (غرين بلقاسم ولغرور عباس). أما رجال المنطقة الأولى، فقد تسللوا خفية في الليل إلى (الطيبي كاوين) و (ضهرات ولد موسى) بالقرب من