للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي الساعة الواحدة من منتصف الليل، وهو توقيت القيام بالعمل - ينصرف رجال الإدارة الاستعمارية الى احتفالاتهم المعتادة، وتكون الإدارة في حالة عطالة تقريبا، الأمر الذي يضمن للثوار فترة زمنية كافية لتوجيه ضربتهم، والانسحاب بعد ذلك، الى قواعدهم المأمونة دونما تهديد مباشر بالمطاردة. وهكذا تم اتخاذ كافة التدابير التي تؤمن انطلاقة الثورة لتكون عامة وشاملة منذ اللحظة الأولى.

لقد تم اختيار الشبان الأربعة، للاشتراك في عمليات تفجير الثورة في إقليم (بوفاريك) في حين تم اختيار سواهم للاشتراك في تفجير الثورة في إقليم (بليدا)، وعرف هؤلاء باسم (خلية عقيل عمولا) - وتم إعلامهم بمهمتهم يوم ٢٩ تشرين الأول - اكتوبر - أثناء قيامهم بالتدريب على المسير الطويل. وتولى إبلاغهم ذلك رئيس قسم التنظيم شبه العسكري في (قسمة) والمشهور بلقب (السيد الشارب) - نسبة إلى شاربه الضخم الذي كان يغطي وجهه - وهو من (عين سكونا - مجمع برج المنايل). وقد استمر في أداء دوره الثوري حتى سقوطه في ميدان الشرف سنة ١٩٥٩.

المهم في الأمر، هو أن السيد الشارب أعطى أوامره إلى الشبان الأربعة بالتوجه إلى الجزائر للاتصال (بالسيد الطاهر) الذي كان من واجبه مرافقتهم لمقابلة مسؤول كبير (لم يكن غير العقيد عمران بحسب ما أصبح معروفا بعد ذلك). وكان من المفروض أن يتم هذا اللقاء في الجزائر العاصمة. وقام (السيد الطاهر) بتحديد موعد اللقاء ومكانه: (في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم التالي - في ساحة بورسعيد). وما أن

<<  <  ج: ص:  >  >>