للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد بدأت الثورة مع بداية فصل الشتاء. ولم تكن الظروف المناخية تسمح للمجاهدين بتوسيع آفاق الثورة، غير أن هذه الظروف المناخية كانت بدورها عاملا مساعدا على نجاح الثورة؛ ذلك لأنها أعاقت تحرك الأرتال الضخمة للقوات الإفرنسية، وأعطت لقادة الثورة متسعا كافيا من الوقت لإعداد والتنظيم.

لقد كان الشك يراود جماهير الشعب في بداية الأمر بقدرة الثورة على الصمود والاستمرار، فإذا ما استطاعت الثورة المحافظة على وجودها لأكثر من ثلاثة أشهر، وتمكنت في الوقت ذاته من تطوير صراعها ضد الإفرنسيين طوال هذه المدة، فعندئذ ستقتنع جماهير الشعب بالقوة الحقيقية للثورة، وستتوافر لديها القناعة والثقة بقدرتها على النجاح. وعلى هذا الأساس، فقد كانت الظروف الطبيعية والمناخية أفضل عامل مساعد على إحباط كل المحاولات والمشاريع التي وضعتها السلطات الاستعمارية لتدمير الثورة، والقضاء عليها وهي لا زالت غضة العود في مهدها.

أصبحت الثورة مع بداية العام ١٩٥٥، راسخة الجذور في قلب الشعب، وتعاظم عدد المجاهدين في صفوف الثورة. وأقبل المواطنون على التطوع بوفرة هائلة في (جيش التحرير الوطني) ودعمه بالأسلحة والذخائر والأموال والتبرع له بكل ما يمتلكونه. وكان من نتيجة ذلك أن أصدر القائد (مصطفى بن بولعيد) أوامره إلى المجاهدين بتوسيع مناطق العمليات، والاتصال بالأخوة المجاهدين في الولايتين الثانية والثالثة. وتم تأمين الإتصال فعلا، وتنسيق التعاون، بين (ولايات الجهاد الثلاث). وانتشر جند الثورة في جميع أنحاء الولاية الأولى، وأرسل ثلاثون مجاهدا الى

<<  <  ج: ص:  >  >>