للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منطقة الجنوب الصحراوي فوصلوا الى (وادي سوف) واستقبلتهم جماهير الشعب بحماسة رائعة، وانطلق الدعاة في الأسواق العامة ومناطق التجمع، يحرضون الناس ويدعونهم للجهاد في سبيل الله. وحدثت اشتباكات مع القوات الافرنسية عند حدود الصحراء، تكبد فيها العدو خسائر فادحة تزيد على خمسماية جندي. واستطاعت قيادة الثورة في الشمال تنظيم خلايا ثورية قوية ومتينة (في مدن: العيون وباريكا ومدوكال) وساها من المدن الواقعة على أطراف الولاية، وأصبح الإتصال بالولايات المجاورة منتظما ومستمرا، كما تم الوصول شرقا الى الحدود التونسية.

بذلك، ومع بداية العام ١٩٥٥، بلغت الولاية حدودها الحالية التي تتبع شمالا خط السكة الحديدية القادمة من سوق أهراس الى سطيف، وتنزل غربا نحو (برج بو عريريج - المسيلة) المتقاطعة مع طريق (بو سعادة) وتوازي شرقا الحدود التونسية، وتمتد جنوبا الى أطراف الصحراء الكبرى. وقد أصبحت هذه المنطقة تحمل اسم (الولاية الأولى) منذ أن تم استخدام أسماء الولايات بدلا من المناطق، في أثر مؤتمر الصومام (في ٢٠ آب - أغسطس - ١٩٥٦)، وقسمت الولاية الأولى إلى ست مناطق رئيسية. من بينها منطقة كبرى محررة تحريرا تاما هي المنطقة الثانية الواقعة الى الغرب من (جبل شيليا) والتي تمتد فيها غابة كامل (كمبل) على مساحة مربعة طول ضلعها ثمانون كيلو مترا. وهذه المنطقة محرمة على القوات الإفرنسية التي لم تكن قادرة على الاقتراب منها إلا بعمليات ضخمة، وبقوات كبيرة يزيد عدد أفرادها على عشرين أو ثلاثين ألف جندي. (الأمر الذي دفع القيادة الإفرنسية لتنظيم

<<  <  ج: ص:  >  >>