حملة مرة في كل سنة لتمشيط هذه المنطقة). وقد بقيت المنطقة باستمرار قاعدة صلبة للثورة، تنتشر فيها القوات العسكرية للثورة، ويلجأ إليها أعداد المدنيين الكبيرة ليعيشوا فيها ضمن إطار ظروف صعبة بسبب الهجمات المستمرة للطائرات الإفرنسية على أماكنهم، وبسبب فقر المنطقة في الموارد الاقتصادية، وإن كانوا قد نجحوا في حراثة الأرض - بمساعدة جند جيش التحرير وزراعتها ببعض الحبوب والخضار.
لقد هرب هؤلاء المدنيون من جحيم القمع الوحشي للإفرنسيين والتجأوا الى قواعد الثورة بالرغم من كل المصاعب التي كانت تعانيها حياة هذه القواعد. وكانت فرحتهم لا توصف وهم يعيشون حياة النظام التي صنعها لهم جند جيش التحرير في تلك المناطق البائسة. فقد عمل جيش التحرير على بناء المنازل لإيواء اللاجئين، ونظم لهم مدارس الأطفال، وأمن لهم تنظيما صحيا يضمن العلاج للجميع. وفي بقية المناطق الأخرى التي تتمركز فيها القوات العسكرية الافرنسية (وخاصة في منطقة بطنة) نظم الثوار أعمالهم للقيام بهجمات مستمرة بلغ معدلها الوسطي خمسة عشر هجوما في الشهر، مع تنفيذ هذه الهجمات. بمجموعات صغرى من الأفراد واجبهم الاشتباك مع قوات العدو بالنيران - مناوشة - ووضعها دائما تحت شعور التهديد بالخطر، وحرمانها من الراحة والأمن. وشجعت هذه الأعمال الناجحة قوات الثورة، فتعاظم حجم أفواج الفدائيين، وتزايد عدد زمر التدمير، التي استطاعت تنفيذ عمليات رائعة بتسلسلها إلى قلب المدن والمراكز الإفرنسية، وتدميرها لموارد العدو الاقتصادية، وإعدامها للخونة وعملاء