ولم تمض ساعة أو بضع ساعة، حتى زحفت إلى مكان الحادث قوات برية ضخمة تدعمها القوات الجوية واكتفت من المعركة بالانسحاب حاملة معها جثث القتلى الإفرنسيين الذين شوههم الحريق، واختلط رماد بعضهم بحطام السيارات. وأفسح المجال للطيران والمدفعية الثقيلة للانتقام، فصبت هذه الأسلحة حممها على الجبال والمداشر (القرى) القريبة من (القلاب). وقذفت عليها آلاف القنابل طوال ساعات من غير توقف. وترددت أصداء الإنفجارات بقوة حتى حسب المجاهدون أن كثيرا من القرى قد أبيدت وسكانها من عالم الوجود ولشد دهشتهم عندما اكتشفوا أن أضرار القصف لم تتجاوز حدود قتل بعض الحيوانات.
تجمعت فئة من معمري بلدة (سريانة) في صباح اليوم التالي، وقامت بتظاهرة أمام مركز ضابط الناحية احتجاجا على مقتل جنودهم، ومقتل بعض المعمرين في الكمين (ولم يكن المجاهدون يعرفون حتى تلك اللحظة بأن القافلة كانت تحمل معها بعض المعمرين). وطالب المتظاهرون بالانتقام من المدنيين، فأذن لهم الضابط في أخذ الثأر من المدنيين الجزائريين العزل. ووعدهم بأنه سيعمل وجنوده على مطاردة (فرقة الفلاقة) التي تتجول في الناحية، وإلقاء القبض عليهم.
أما المجاهدون، فقد ساروا طوال الليل حتى نزلوا بجبل (مستوى) الواقع إلى جنوب (باتنة) حيث توجد مواقعهم الحصينة وقواعدهم القوية. ومن هناك أرسل المجاهدون دورية إلى إحدى القرى المجاورة للاتصال هناك مع (موزع البريد) واستلام الرسائل التي كان من بينها رسالة بعث بها المسؤول في قسم الاتصال والأخبار