بتلك الناحية، يقول فيها:(علمت من مصدر مشتبه فيه بأن القوات الاستعمارية تستعد للقيام بعملية تفتيش واسعة النطاق بجبل -كاسرو - ويظهر لي أن هذه خدعة استعمارية قصد بها تضليلنا حتى لا نكون على استعداد، خذوا حذركم وكونوا على أهبة ...).
شرع المجاهدون من فورهم بالعمل، فتزودوا بالماء والمواد التموينية وتنظيف الأسلحة وإعداد الذخائر، وكانت الريح في تلك الليلة شديدة عاصفة حتى كان من العسير أن يتحدث المجاهدون بعضهم إلى بعض، إلا بالصراخ وبالصوت المرتفع. وما أن أزفت الساعة الثالثة صباحا حتى كان كل مجاهد قد احتل مكانه، ونظمت الحراسة. وانصرف الآخرون لأخذ قسط من النوم والراحة. فكانوا يرقدون كالذئاب - عين مغمضة وعين ساهرة - واستلقى بعضهم على التربة الكريمة الطيبة وقد ضموا أسلحتهم الغالية إلى صدورهم.
في تلك الليلة ذاتها، جمع الإفرنسيون كل ما قدروا على حشده من القوى والوسائط القتالية. فحشدوا عشرة آلاف جندي أرسلوهم تباعا بفرق صغيرة إلى الجبل لتنظيم حصار محكم حول (جبل مستوى) الذي اعتصم فيه المجاهدون. ولكن، وفي الوقت ذاته، قامت قيادة العدو بتنفيذ عملية خداعية، حيث أرسلت عشر دبابات نحو جبل (كاسرو) وتحركت هذه الدبابات بشكل علني مثيرة الكثير من الضجيح حتى تخدع المجاهدين وتقنعهم أن الإفرنسيين يوجهون حملتهم إلى جبل (كاسرو).
وإمعانا في الخداع، فقد أرسلت القيادة الإفرنسية رتلا طويلا من عربات النقل الكبيرة التي سارت على طريق الدبابات ذاته، وأحصى مراقب المجاهدين عددها فكان (ثلاثمائة سيارة). غير أن المجاهدين اكتشفوا بسرعة أن تلك العربات كانت خالية فارغة، إلا