من سائقيها. وتأكد المجاهدون من حقيقة مناورة العدو الخداعية .... لقد كان من الصعب على العبقرية الافرنسية خداع هؤلاء المجاهدين الذين عمر الإيمان قلوبهم، وملأت الخبرة بأساليب العدو عقولهم.
جمع قائد المجاهدين في (جبل مستوى) لمناقشة الموقف، وتم الاتفاق على خطة الدفاع، وعين لكل مجموعة من المجاهدين مواقعها، وأصدر للمجاهدين توصياته وتعليماته الأخيرة:(الاقتصاد بالذخيرة) ثم أعطاهم كلمة السر لليلة القادمة.
بدأت خيوط الفجر الأولى في ملامسة رؤوس الجبال. وكانت أفواج المجاهدين الأربعة قد أنهت تمركزها. ولم تأزف الساعة السادسة صباحا حتى أقبلت الطائرات المقاتلة وهي تحلق فوق المجاهدين على ارتفاع منخفض حتى لتكاد تلامس رؤوس الأشجار، واستمرت طائرات الاستطلاع في جولاتها فيما كانت القوات الإفرسية تتابع تقدمها نحو المجاهدين وقد اتخذت تشكيل القتال: رماة الرشاشات القصيرة في النسق الأول، وخلفهم المشاة يحملون بنادقهم المتنوعة، ويأتي في النسق الثالث زمر المدافع الرشاشة وإلى جانبها زمر مدافع الهاون.
كان لزاما على المجاهدين الامتناع عن إطلاق رصاصهم حتى اقتراب أعدائهم منهم لمسافة لا تزيد على الخمسين مترا. وكانت القوات الإفرنسية تتقدم بوجل وخطوات مترددة، تدفعها كالسياط أصوات القادة الإفرنسيين - إلى الأمام، تقدم (آفانس) وذلك بالرغم من حجم القوة الإفرنسية الكبير الذي ضم أكثر من عشرة آلاف مقاتل تدعمهم الدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات المقاتلة الحديثة.