المجاهدين مواقعهم. وهنا أصدر القائد أمره الى الجناح الأيسر بالتحرك إلى الناحية الغربية، كما أمر الجناح الأيمن بالتحرك الى الناحية الشرقية، ثم أصدر أمره إلى الفصيلة الوسطى بالتقدم قليلا نحو الأمام، وبذلك أصبحت قوات العدو مطوقة بشبه دائرة.
وفي هذه اللحظة توقفت المدفعية الإفرنسية حتى لا تصيب بقذائفها جنود مشاتها. واقترب جند الطرفين بعضهم من بعض. وعاد المجاهدون ففتحوا نيرانهم الكثيفة بصورة مباغتة من الجناح الأيمن، فحاول الجنود الافرنسيون التراجع قليلا نحو اليسار فاسقبلتهم نار الفصيلة التي كانت تنتظرهم. وعندما حاولوا التقدم نحو الأمام، صدمتهم نيران فصيلة قلب الدفاع التي كانت لهم بالمرصاد. واستمر إطلاق النار من الجناحين ومن قلب الدفاع في وقت واحد. وأظهر المجاهدون خلال ذلك مهارة رائعة في تنقلهم، وسرعة مذهلة في تحركهم، وهم يقومون بحركات الالتفاف والانقضاض على أعدائهم.
وأصيب الجنود الافرنسيون بالذعر لكثافة النار التي تنصب عليهم من كل جانب، فهيمنت الفوضى على تحركاتهم، وسيطرت الفوضى على مواقفهم وتنقلهم. إلا أن نجدات أخرى للعدو أخذت في التدفق من عدة جهات، (وخاصة من مسكيانة والعاتر وتبسه) واستطاعت هذه القوات الضخمة ضرب نطاق محكم من الحصار حول ميدان المعركة، فأصدر قائد المجاهدين أمره بتقسيم قوة المجاهدين إلى مجموعتين، تتولى مجموعة منهما الاضطلاع بواجب مجابهة النجدات وإعاقة تقدمها نحو مواقع المجاهدين، بينما تتابع المجموعة الثانية معركتها ضد قوات العدو التي تشتبك معها، واتسعت رقعة القتال، وامتد زمن المعركة على هذا المنوال