للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتائب جيش التحرير كمينا لقوة إفرنسية، وأسفر الكمين عن قتل أربعين جنديا إفرنسيا، ثم بدأت القوات الإفرنسية في التدفق من كل مكان حتى بلغ عدد أفرادها نحوا من أربعة آلاف جندي، تدعمهم الدبابات ونيران المدفعية الثقيلة وتحميهم الطائرات. وقد استطاعت فرق جيش التحرير تجنب الاشتباك في معارك كبرى مع قوات العدو الضخمة، كما أمكن لها تفادي قنابل المدفعية وضربات الطيران بفضل ما توافر لها من الخبرة في تعاملها مع العدو وأساليبه، واكتفت فرق جيش التحرير بتوجيه ضرباتها إلى الجوانب الضعيفة من تنظيم العدو، ونصب الكمائن لوحداته المنعزلة، ثم الاختفاء بسرعة مذهلة عند قدوم نجدات كبيرة من قوات الافرنسيين.

واستطاعت بذلك قتل خمسين جنديا افرنسيا - آخرين - من بينهم ضابط برتبة نقيب (كابتن). هذا ولم تتجاوز خسائر المجاهدين حدود استشهاد مجاهد واحد، وإصابة أربعة مجاهدين آخرين بجراح متفاوتة. ونجحت كافة فرق المجاهدين في التسلل من بين قوات العدو التي اندفعت كلها نحو جبل (واد - سودان) ولشد ما كان ذهولها عندما وجدت أنها وقعت على (فراغ) فلم تعثر على أحد من المجاهدين الذين ما كان لهم أن ينجزوا ما حققوه من انتصارات، وأن يبلغوا ما حصلوا عليه من نجاح، لولا ذلك الدعم الذي كان يقدمه لهم الشعب، وهو يرافقهم في كل خطوة من خطواتهم، ويقدم لهم المساعدة في كل أمر كانوا يحتاجون فيه للمساعدة. وبذلك استطاع المجاهدون العودة إلى مراكزهم المحصنة وقواعدهم المأمونة، سالمين ومحملين بالغنائم.

<<  <  ج: ص:  >  >>