وجريحا، واستشهد من المجاهدين رجل واحد، وأصيب ثلاثة بجراح خفيفة. وقبل أن ينسحب المجاهدون، قاموا بزرع لغم مضاد للدبابات فوق أرض الطريق العام، ثم انسحبوا إلى ملاجئهم المأمونة. وفي صباح اليوم التالي جاءت قافلة كبيرة من سيارات العدو متجهة نحو مكان الاشتباك، فانفجر اللغم تحت سيارة نقل عسكرية كبيرة (ج ٠ م. س) كانت تحمل عشرين جنديا. وتطايرات أجزاؤها مع أشلاء الجنود الأعداء فوق مساحة تبعد عشرات الأمتار عن الطريق. وتوقفت القافلة بكاملها لمدة تزيد على الثلاث يساعات. ولشد ما كانت فرحة مجاهدي جيش التحرير والمواطنين الذين وقفوا معهم وهم يتابعون العدو من خلال عدسات المناظير المقربة. ولقد انطلق المواطنون والحماسة تملأ نفوسهم، يعانقون هؤلاء المجاهدين الذين انتقموا لهم عما أنزلته بهم القوات الاستعمارية من ضربات وحشية.
خلال هذه الفترة ذاتها، كان الفدائيون يعملون على تصعيد عملياتهم في المدن حتى بلغ معدل هذه العمليات حدود (٣٦) عملية في كل (٢٤) ساعة. وارتفع صوت المتطرفين الاستعماريين مطالبا بفرض حالة الحصار الكامل على المسلمين. وأعلن (المعمرون) سخطهم على السلطة الإفرنسية التي لم تتمكن من حمايتهم - من ضربات الفدائيين - وشكلوا وفدا لمقابلة قائد المظليين- سفاح مدينة الجزائر الجنرال ماسو - لبحث هذا الموضوع. أما القيادة الإفرنسية فقد كان لديها ما يكفيها من المتاعب بسبب وفرة الكمائن التي ينصبها الفدائيون ضد القوات