الإفرنسية، وزاد من حيرة القيادة الافرنسية واضطرابها كثرة ضربات الفدائيين للأجهزة الاقتصادية والعسكرية الإفرنسية. الأمر الذي دفع الناطق الرسمي باسم القيادة الإفرنسية للاعتراف بأن معدل العمليات الفدائية قد بلغ في الأشهر الثلاث الأخيرة - من سنة ١٩٥٩ - ما يقارب (٣٢٤٠) عملية. هذا مع العلم أن القيادة الافرنسية لم تكن تعترف في بلاغاتها الرسمية بوقوع أكثر من خمس أو ست عمليات في اليوم. تلك هي الوضعية التي كانت عليها الجزائر يوم كان الجنرال شال:(يحدد موعدا قريبا للانتصار النهائي على ثورة الجزائر). وقد يكون من المناسب هنا العودة لمتابعة شريط الأحداث:
...
عقدت المنظمة الإفرنسية التي كانت تحمل اسم (لجنة الدفاع عن التجار والصناع) اجتماعا لها في مدينة الجزائر يوم ٢٦ ديسمبر - كانون الأول - ١٩٥٩. صادقت فيه على بيان يعترف بتفاقم خطورة الاضطرابات، وانعدام الأمن الذي بات مهيمنا على المدن الجزائرية. وكثرة عمليات الفدائيين، ووجهت المنظمة المذكورة في بيانها احتجاجا شديد اللهجة الى السلطات العامة بسبب ما وصفته: فقدان التدابير الحاسمة التي عادة ما تطبق في كل بلد يعيش حالة (الحرب الثورية). وطالبت: بفرض حالة الحصار، وقتل كل شخص يثبت أنه قام بعمل إرهابي، أو شارك فيه، وإعدامه فورا مع عرض جثته على العموم.
وفي يوم (٤ جانفي - كانون الثاني - ١٩٦٠) صادق أربعون معمرا من معمري (المتيجة - أو المتوجة) على بيان (استنكروا فيه تهاون السلطات الحكومية وعدم اهتمام البرلمانيين، وطالبوا: