الجزائرية تتطلب معرفة الشعب الجزائري معرفة حقيقية. وهذا الشعب نحن نعرفه لأننا نحن الشعب. ولقد كان ينقصك لإنجاز هذه التمثيلية التي هيأتها شيء واحد: هو معرفة المسرح والممثلين، وذلك قبل الشروع في العمل. لكن المسرح هو بلادنا، والممثلون نحن. إنك سلحت مجاهدين حقيقيين لجبهة التحرير الوطني. فكيف تبلغ الغفلة بالإنسان أن يصدق هذا الحلم؟
آكنت تعتقد أننا من البلاهة والغرور بحيث تعيب أنظارنا عما تصنعه؟ ها هو الواقع يخبرك، ولعلك ستدرك أخيرا ما هي ثورتنا، وتشعر بعقم أساليبك. ولا شك أنك ستستخلص الدرس الكافي من هذه التجربة. وهو درس يساوي ما قدمته لنا مجانا من مئات الأسلحة. وكن على يقين أننا سنقدر هذه الهدية حق قدرها. وسنعرف كيف نستخدمها أفضل استخدام لدعم قضيتنا الوطنية.
ولعل الشعب الفرنسي الذي يقتل أبناؤه كل يوم، سيقدر صنيعك بدوره. ولعله يطالبك بمحاسبة يعسر عليك شرحها بعدما خدعته بثباتك المصطنع. وهذه تفاصيل لا تهمنا. أما ما يهمنا نحن، فإن التجربة واضحة بالنسبة لنا، إن بلاد القبائل (الولاية الثالثة - أو العمالة الثالثة) ستكون مثالا لباقي البلاد. وسيبوء (نشر السلام) في كل ناحية منها بنفس الفشل، وإذا ما أرادت الحكومة الفرنسية أن تجد الحل للمشكلة الجزائرية - في يوم من الأيام؛ فعليها أن تختار لها طريقا آخر.
...
ولمزيد من التعريف بهذا الاستعماري (روبير لاكوست) قد يكون من المناسب العودة إلى بعض تصريحاته، التي يجب لها أن تبقى معروفة، لأنها تمثل مرحلة تاريخية من مراحل الإستعمار الإفرنسي