للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ماوتسي تونغ) و (هوشي مينه) من جهة. وفصلهم بين الهدف الذي عمل له (ماوتسي تونغ) وبين الأسلوب الذي استعمله لتحقيق ذلك الهدف من جهة أخرى. وجهلهم بطبيعة وضرورات التيار التحرري الذي غمر البلدان المستعمرة، وجهلهم بعقلية الشعب الجزائري من جهة ثالثة، إن كل هذا جعل مخيلة العسكريين الفرنسيين تتفتق عن أساليب مضحكة قد تصلح لكل شيء، إلا أن تكون ذات فائدة لأهدافهم الاستعمارية ودعايتهم. وقد يكون من المناسب التعرض لبعض عينات (نماذج) تلك الأساليب النفسية التي يتوهم أصحابها من العسكريين الفرنسيين بأنها هي التي تقودهم إلى النصر.

...

كان هناك ضابط كبير يشغل منصبا هاما في مكتب الحرب النفسية، يفتخر بأنه وفق أثناء انتخابات تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٨ إلى إيجاد طريقة رائعة لدعوة الجزائريين إلى الانتخابات وترغيبهم في المساهمة فيها وهي نشر لافتات فيها صورة فلاح وحمار وصندوق الانتخاب، وقد كتب تحت الصورة (أنت تصوت وحمارك لا يصوت). وفي المحتشدات، من بين الأساليب التي يستعملها ضباط الحرب النفسية لجعل الجرائريين يؤمنون بأنهم فرنسيون، أنهم يأمرون الموقوفين الجزائريين بأن يستديروا على شكل حلقة، ويدورون - كالأطفال - وهم يرددون: (إني فرنسي! إني فرنسي!) لمدة ساعات طويلة.

ومن هذين المثالين، وغيرهما من عديد الأمثلة، يتبين أن الفرنسيين أخذوا أساليب الحرب النفسية، لكن هذه الأساليب صارت بين أيديهم أساليب فارغة جوفاء، ليس فيها أي محتوى

<<  <  ج: ص:  >  >>