للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سياسي يجذب إليها الجماهير الجزائرية ويستميلها. إن الجماهير تستجيب لقياداتها الثورية لأنها تعمل معها من أجل التحرر من الاستعمار الكريه، ولأنها تسير على طريق الحرية والاستقلال. فكيف يطمع الافرنسيون أن يجتذبوا إليهم الجزائريين بدعوتهم إلى الادماج و (التفرنس). وهو بالضبط ما ثاروا لمحاربته.

لقد أدى فشل المخططات الفرنسية إلى ظهور اختلاف حاد بين القادة العسكريين بشأن أنجح الوسائل للقضاء على الثورة الجزائرية فهناك أنصار مدرسة (الحرب التقليدية) التي يتزعمها (بيجار). وهناك أنصار مدرسة (الحرب النفسية) وفي مقدمتهم (لاشو روا). وبين هذين الجناحين يجري خلاف عنيف، وتبادل للانتقادات والاتهامات، الأمر الذي زاد من ارتباك القيادة الافرنسية. وجاء الجنرال (شال) فوضع برنامجه على أساس (الحرب التقليدية، وحاول أن يعزز ذلك بقادة اكفاء لهم شهرتهم وخبراتهم (مثل بيجار). ونظم وحدات خاصة مهمتها مطاردة قوات جيش التحرير في الجبال. وتبع ذلك بالضرورة، اختفاء الحديث عن أساليب (الحرب النفسية) في الولاية العامة - الجزائر - وكثر الحديث عن (تطوير وسائل الحرب التقليدية ومخططاتها) غير أن هذا الحديث لم يتجنب توجيه النقد لبرنامح (شال) منذ بداية ظهوره، وقد يكون من الضروري التعرض لبعض ما قاله العسكريون الفرنسيون أنفسهم بهذا الشأن، مما أكد فشل (برنامج شال) حتى من قبل أن يبدأ تطبيقه.

لقد قال عقيد افرنسي - في قسنطينة - ما يلي: (إن المسألة بسيطة، فنحن نسير بمعدل أربعة كيلومترات في الساعة، والجزائريون يسيرون بمعدل سبعة كيلومترات في الساعة، فكيف يمكن أن نلحق بهم إن دامت الحال على هذا؟). وقال - بيجار -:

<<  <  ج: ص:  >  >>