(يوجد في الجيش الفرنسي من الجنرالات أكثر من اللازم، مع أن المعارك تربح في الميدان لا في مكاتب القادة - الجنرالات - ثم إن كثرة السيارات والدبابات تعرقل الجيش عن خفة الحركة وتعوقه عن سرعة التنقل).
ويؤكد ضابط آخر:(من بين أربعمائة ألف جندي، يوجد ثمانون ألفا مخصصون لحراسة السيارات العسكرية) وهذا عقيد آخر - كولونيل - يصرخ يائسا:(ما فائدة الطائرات والدبابات في محاربة مقاومين مدربين على حرب العصابات، ويختفون في الحراج ووراء الصخور في الجبال؟ هذا مع العلم أن الطيران الفرنسي يقوم في كل يوم بثلاثمائة عملية). وإلى هذا يجب أن يضاف بأن معدل عمر الضباط الفرنسيين برتبة نقيب - كابتن - هو (٤٢) سنة، وهو عمر لا يسمح لصاحبه بأن يجري في الجبال، في حين أن أغلب إطارات جيش التحرير الوطني من الشباب الناشط.
هذه بعض العوامل التي تبرهن - وبرهنت فيما بعد - على أن الجيش الفرنسي عاجز عن أن يواجه جيش التحرير مواجهة منتصرة، وهي عوامل لا تستطيع قوات فرنسا إزالتها لأنها تحمل في مضمونها الأصالة الثورية التي تضرب جذورها في أعماق المجتمع الجزائري لأكثر من عشرات الذين كما لا تستطيع فرنسا تقليدها، حتى لو أمكن للحكومة الفرنسية تغيير هذ االواقع ودعم قواتها بإطارات (كادرات) من الشباب، إذ أن تنفيذ مثل هذا الإجراء يتطلب سنوات كثيرة. هذا مع ملاحظة أن حرب الجزائر قد جعلت الإطارات الفرنسية ناقصة جدا، وما تزال في كل يوم تزيد في فداحة هذا النقص، وهذا كله يدل دلالة قاطعة على أن برنامج شال - لن يكون مصيره أحسن من مصير البرامج السابقة