يقفون أمام المرآب - الكراج - بنيران مدافعهم الرشاشة ومسدساتهم، فقتلوا ثلاثة منهم، وأصابوا رابعا بجراح. ثم عمدوا إلى إلقاء زجاجات من البنزين المشتعل أدت إلى نشوب حريق. وقد تمكن المهاجمون من الفرار. وفي منطقة (فانسين) أطلقت جماعة من الجزائريين النار على شرطي فيما كان يخرج من سيارة للشرطة في كراج آخر، فأصيب بجروح ونقل إلى المستشفى حيث ما لبث أن فارق الحياة.
وعلى الأثر قامت قوات الشرطة بحملة إرهاب عنيفة على الجزائريين في فرنسا، وقد قتل ثلاثة منهم برصاص الشرطة عندما احتجوا على اعتقالهم وتعذيبهم. وذكر مراسل الإذاعة البريطانية في - لندن - بأن إحدى هذه الهجمات حدثت على المقر الرئيسي لإدارة الشرطة في باريس، وأضاف - المراسل - أن دوريات من الشرطة المسلحين قد انطلقت إلى الشوارع. ولبس أفرادها خوذهم الفولاذية على رؤوسهم، وأقيمت المتاريس عند مداخل باريس.
وقد ارتبطت حملة الإرهاب ضد الجزائريين في فرنسا بحملة الإرهاب في الجزائر داتها، حيث أفادت أنباء الجزائر بأن القوات الفرنسية تمارس عملياتها الإرهابية في مختلف مناطق الجزائر، وخاصة في المدن، وذلك بهدف إرغام الجزائريين على تسجيل أسمائهم في قوائم الانتخاب، وبالتالي الإشتراك في الاستفتاء على دستور (الجنرال ديغول) الجديد. وتفيد هذه التقارير بأن السلطات الفرنسية قد لجأت من أجل تنفيذ أغراضها، إلى تعذيب المعارضين، وتجويع قرى بأسرها حتى ترغم المواطنين على الإدلاء برأيهم في هذا الاستفتاء.
وصرح السيد (أحمد توفيق المدني) مدير مكتب جبهة التحرير