مناخ الحرب. غدا! سيردد الرأي العام العالمي، ويقول: بأن الشعب الجزائري قد نقل الحرب إلى قلب بلاد العدو. غدا! .. وخرج (عمار) وتبعته (ناديا) وقلت للفدائي (أوزناني) بأن ينطلق معهما، وأشرت إليه:(بأن - ناديا - سترشدك إلى مكان التقائنا في المدينة). وتملكني مباغتة شعور إنسان متهم يقف أمام قضاته أو حكامه، أو بالأحرى شعور محكوم أمام جلاديه. غير أنني تمالكت نفسي بسرعة، وأنا أردد في سري بأنها ليست اللحظة المناسبة الآن - للاستسلام لمثل هذا النوع من العواطف ... فغدا! ستصدر الجزائر حكمها علينا جميعا. ولا يهمني أبدا أن أفكر بحقوقي وواجباتي. إن كل ما يهمني هو أن أنفذ واجبي، وأن أحمل الآخرين على تنفيذه.
وسلمت كل واحد من الفدائيين السبعة مبلغا من المال حتى يتدبر به أمره، ويضمن به الوصول إلى ملجأ أمين يختاره بنفسه، وذلك بعد الانتهاء من تنفيذ عمله. على أن يتم الاجتماع في اليوم التالي عند (كريبي). ثم وزعت الأسلحة، وأوصيت الفدائيين بعدم اللجوء إلى استخدامها، الا في حالة الضرورة القصوى.
وكانت تدابير الأمن والحيطة تفرض علينا إخفاء المتفجرات المصنعة في خزانات الحليب الصغرى (بيدونات) يتسع الواحد منها الى خمسة أو عشرة كيلوغرامات. وأخذ كل واحد من الفدائيين خزانا - بحسب مهمته المكلف بتنفيذها - وخرج أفراد زمرة - موريبيان - المكونة من (مصباح) و (كريبي) و (عبد القادر) قبل سواهم - وبعد خمس دقائق لحق بهم (حنش) و (ملياني) ومعهما حمولتهما من المتفجر ات المخصصة للعمل في (آيغلادس).
وغادرت المزرعة في آخر الجميع ومعي (مختار) و (قطوش). وانفصلت عنهما لدى الوصول إلى باب مدخل المزرعة، حيث كان