للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن كل وحدات المطافىء في الأقليم قد تحركت للصراع ضد النيران المندلعة في الغابات. ومضيت في تسكعي جيئة وذهابا، وكنت أبطىء الخطى عندما أصل إلى جوار أحد التجمعات حتى أسترق السمع إلى ما يدور بين أفرادها من أحاديث وتعليقات على ما كان يذيعه المذياع المحلي (محطة البث الداخلية). وكنت أشعر بالبهجة والعادة وأنا أتابع انفعالاتهم وهياجهم لما حدث، وتصورت ما سيدور في رؤوسهم بعد هنيهة عندما .. ووصلت حتى نهاية الشارع وأنا أسحب قدماي سحبا، ثم رجعت على (وقع الخطى ذاتها. وهنا رأيت الزوجين اللذين كانا جالسين أرضا وهما يقفان ويستعدان للمضي نحو منزلهما. وهنا دوى انفجار مرعب بلغت قوته حدا أشعرنا أنه وقع إلى جوارنا تماما. وشعرت بأنفاسي وقد توقفت، ورفعت رأسي فشاهدت على البعد وهجا متصاعدا كأنه البركان لقد ارتفعت ألسنة اللهيب عاليا، لقد مرت (مور يبيان) وكانت عقارب ساعتي تشير إلى الثالثة وعشر دقائق صباحا (١٠، ٣) لقد حانت ساعة النوم، لا سيما وقد أصبحت في حاجة ملحة للاستراحة والنوم.

...

دخلت شقتي محاولا قدر استطاعتي ألا أثير شيئا من الضجيج. كانت (حليمة) و (ناديا) تنامان في غرفة النوم ذات الباب الموصد، فتمددت على أريكة (ديوان) في الردهة وأنا أرتدي كامل ثيابي، ورحت في نوم عميق لم أستيقظ منه إلا بعد ساعات، حيث أيقظني (عمار) من سبات خيل إلي أنه استمر عدة ليال متتالية وكانت نظرات (عمار) الباردة لا تشير إلى أي شيء. واستدعيت (ناديا) حتى أكلفها الذهاب وشراء بعض الصحف الصباحية. غير أن (عمار)

<<  <  ج: ص:  >  >>