للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على مقاومة اللهجة الحازمة لهذا الصوت فألقيت سلاحي، واستسلمت).

* - وأبدى الأسير (جاكوب - جان) دهشته الشديدة من حسن المعاملة التي لقوها من مجاهدي جيش التحرير. وقال لقد خجلنا من أنفسنا ونحن الذين نسمي أنفسنا جيشا نظاميا، ومع هذا فلا نتورع عن تعذيب الأهالي، والتنكيل بهم. لقد علمنا الجزائريون بطريقة معاملتهم هذه، درسا كبيرا في الأخلاق.

...

ويرافق (المراسل العسكري العربي) وحدات جيش التحرير الوطني، فيقول:

شهدت بيوت الجزائريين وهي تنساب نسفا بالقنابل الفرنسية، وشهدت أرتال اللاجئين الجزائريين الذين طردوا من دورهم وأرضهم. شهدت الزوجة العجوز وطفلتها جالستين تبكيان في حزن وصمت إلى جوار جثة الزوج الذي قتله الفرنسيون أمامهما وتحت بصرهما. شهدت الأسرى الفرنسيين يقعون مذعورين في قبضة مجاهدي جيش التحرير شهدت الشعب يخوض معركة (تحرير ورأيت قوات العدوان وهي تندحر في حالة من الرعب، رغم ما يتوافر لها من دعم الدبابات والطائرات والقوات الضخمة ... إنك إذا دخلت الجزائر مع قوات جيش التحرير، فلن تستخدم في تحركاتك إلا قدميك مهما كانت المسافة بعيدة، وستصعد عشرات الجبال وتهبط منها، وكل هذا طوال الليل حتى لا يكشف العدو مكان وجودك. ولن تستطيع أن تشعل لفافة تبغ واحدة (سيكارة) وإلا دفعت حياتك ثمنا لها. إن أعصاب الفرنسيين متوترة باستمرار، وهم: طلقون النار على أي محصدر للصوت أو الضوء ينم عن وجود حركة ما ...

<<  <  ج: ص:  >  >>