الشعب الذي ذاق مرارة الاستعمار وعرف وحشية قواته يعمل معا حتى النساء والشيوخ والأطفال. وكل له دوره الذي لن يتزحزح عنه حتى نخرج الفرنسيين من بلادنا. لقد اشتشهد حتى الآن (٥٠٠) ألف جزائري خلال ثلاث سنوات. استشهدوا وهم يحاربون في سبيل الاستقلال. وبعد كل هذا يظن الفرنسيون أننا سنتوقف عن القتال. ليس هناك جزائري واحد، لم ينله شرف استشهاد أخ له أو أخت أو أب أو أم أو ابن.
ثم قال: إن الجرح عميق .. عميق جدا. لن يغسله إلا الدم ثم الاستقلال (*).
...
وكانت (دمشق) على موعد مع القائد (عمر عمران) في ربيع سنة (١٩٥٨) حيث جرى لقاء صحفي آخر دار فيه الحوار التالي:
* - ما هي قوة جيش التحرير الوطني الجزائري حاليا؟
- ارتفع عدد أفراد جيشنا الآن حتى (١٥٠) ألف جندي، مزودين بأحدث أنواع الأسلحة الحديثة، الخفيفة منها والثقيلة، فعندنا المدافع، ومدافع الهاون والمدافع المضادة للطائرات، والمدافع المضادة للدبابات، والمدافع الرشاشة إلخ ..
* - تردد الصحافة الأمريكية أن حماسة جيش التحرير الجزائري قد (فترت) هذا العام كثيرا إذا ما قورنت بما كانت عليه حماسته في العام الماضي. فما هو نصيب هذه المقولة من الصحة؟
(*) المرجع: الثورة الجزائرية (أحمد الخطيب) دار العلم للملايين - بيروت - نوار (١٩٥٨) ص ٢١٣ - ٢١٦.