مركبات العدو منطقة الكمين. وعندها فتحت كافة الأسلحة نيرانها - من كل العيارات - على قوات العدو. لقد كان المجاهدون يمسكون بقنابلهم، ويضعون أصابعهم على الزناد، فما إن بدأت المعركة حتى أفرغ المجاهدون كافة ما تحتويه مخازن أسلحتهم، وقذفوا قنابلهم دفعة واحدة على قافلة العدو.
بوغت جند العدو مباغتة كاملة، وأخذوا في القفز من مركباتهم، أو الوقوع منها، والانبطاح أرضا لاستخدام أسلحتهم ضد المجاهدين، وكان بعضهم قد تملكه الرعب، فتوجه على غير هدى نحو الغابة حيث كان ينتظرهم الموت المؤكد. ولجأ عدد من الجنود إلى أسفل عرباتهم يحتمون بها، ومنهم من أخذ في العدو، في كل اتجاه. وكان المجاهدون يسمعون من مواقعهم، الأوامر التي كان يصدرها الرتباء والضباط والتي كان يختلط بعضها ببعض. كما كانوا يسمعون الشتائم البذيئة والقدرة والتي كان يتبادلها جند العدو. وحاول بعض جند العدو، الرجوع على أعقابهم، وأخذوا في العدو والقفز من فوق الجثث المتراكمة فوق أرض الطريق، غير أن رشات جديدة من الأسلحة كانت تسقطهم وتحصدهم حصدا. وساد الذعر والهلع على جند العدو، فأخذوا في البحث عن أي ملجأ يحميهم، ولم يكن هناك غير الغابة طريقا لهم. ولكن الغابة لم تكن في قبضتهم. فكانت مجزرة حقيقية، خيم فيها الموت الزؤام وهرب عدد من جند العدو في اتجاه (علي إيفيل).
دفع المجاهدون مجموعات صغرى لاجتياح ميدان المعركة، بهدف جمع الغنائم، وأمكن جمع كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر والتجهيزات العسكرية. وترك الاستعماريون فوق أرض المعركة قتلاهم وجرحاهم الذين باتوا عاجزين عن التحرك، فكانوا