يصرخون من الألم، ويستعطفون المجاهدين ويتوسلون إليهم حتى لا يجهزوا عليهم. فكان المجاهدون يردون عليهم:(نحن لسنا جبناء حتى نجهز على الجرحى المحرومين من كل وسائل الدفاع. كما أننا نفتقر إلى التجهيزات الطبية التي تمكننا من إجراء الاسعافات الأولية لكم. لكن قوات دعمكم لن تتأخر عن الوصول إليكم لانقاذكم). وصرخ أحد الجرحى:(أبـ ... تاه، أمـ ... ا٥، لا أريد أن أموت). فيما كان جريح آخر يصرخ:(عاش الثوار).
أفاد المجاهدون من فترة الهدوء التي أعقبت المعركة، لإخلاء جرحاهم الثلاثة، ودفن أول شهيد سقط في معركة هذا اليوم.
...
كانت القوات الاستعمارية المتمركزة في (بوجليل) قد غادرت قلاعها الحصينة في هذه الفترة، بهدف الهجوم على مؤخرة المجاهدين في (تيزي - غمدان). غير أن هذه القوات الاستعمارية لم تبتعد عن قاعدتها أكثر من مئات الأمتار حتى وقعت في كمين أكثر عنفا، وأكثر قتلا من كمين (تيزي - غمدان) ولم تكتف كتيبة (العياشي) هنا بجمع الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية فقط وإنما أخذت أيضا ثلاثة أسرى من بينهم ضابط برتبة ملازم يعمل في الاستخبارات - وفي مكتب اشتهر بتعذيب المواطنين الجزائريين والتنكيل بهم هو مكتب بو جليل - وقد قام المجاهدون بعرضه في المساء. وبعد انتهاء القتال، على مواطني الاقليم وهو معصوب العينين، ومقيد اليدين وراء ظهره.
...
تلقت القوات الاستعمارية المتمركزة في محطة (بني منصور)