لتحركات قوات راجلة، لوحدات من المشاة - تسير على امتداد الوادي، وعلى خط ذرى الجبال. وفي هذا الوقت ذاته انفجرت نيران غزيرة على الذرى، فأكدت المعلومات عن قيام العدو بالهجوم.
واستعد الفدائيون المغاوير لخوض المعركة خلال دقائق قليلة. واستدعى قائد المغاوير الفدائيين إليه، من كان حاضرا من المسؤولين، وطلب إليهم إبداء وجهات نظرهم في السلوك الواجب اتباعه لمجابهة الموقف. وأثناء ذلك توافرت معلومات أكثر دقة أكدت أن هدف العملية الافرنسية هو تطويق المنطقة المحيطة بقرية (بوهندس). ويظهر أن العدو كان يجهل وجود المغاوير الفدائيين في المنطقة، وأن ما تم تنفيذه في هذه الأمسية - الخميس - هو استعداد لعملية تمشيط - مسح - استعدادا لعملية اليوم التالي -الجمعة -. وكانت الاقتراحات التي قدمها المسؤولون تتركز حول حلين:...الأول هو الإفادة من ظلمة الليل لاختراق دائرة الحصار وتركيز الجهد الرئيسي للهجوم من أجل تحقيق الهدف الرئيسي وهو إحداث ثغرة للوصول إلى النهر. أما الحل الثاني، فهو البقاء في دائرة الحصار، لمجابهة قوة العدو في منتصف اليوم التالي - الجمعة - وتكبيدها أفدح الخسائر. وكان رأي المسؤول في (بوهندس) هو الرأي الحاسم إذ قال: (بأن الإفادة من ظلمة الليل لاجراء الاختراق
هو - بالنسبة لجيش التحرير الوطني - بمثابة انسحاب من (الضهرة) وتعريضها لانتقام تجار الحروب. وإذا كان لا بد من الموت، فيجب أن نموت بشرف في ميدان القتال).
واتخذ المغوار (علي خوجة) قراره، وذلك بالدخول في معركة مكشوفة مع العدو، وقبول التحدي المفروض، وقام (علي