أولا: إذا زج العدو الكتلة الرئيسية من قواته عبر الذرى والمجنبة الغربية، فانه يجب على المغاوير الانتشار على امتداد النهر والمنحدرات الشرقية.
ثانيا: يجب على المغاوير قتال العدو فوق كل شبر من الأرض عند تقدمه من خط الذرى نحو الوادي.
ثالثا: على المغاوير الانقسام إلى زمر. عند التحرك إلى نقطة الازدلاف - الاجتماع - الكائنة على خط الذرى. والانتقال من هناك إلى النهر، وعلى كل زمرة أن تصطحب معها واحدا من المسبلين - الأنصار - ليعمل دليلا للزمرة.
بقيت النقطة الأكثر حساسية في الموقف، وهي التفكير بمصير النساء والأطفال والشيوخ من أهالي (بوهندس).وقد تمسك المسؤولون في (الضهرة) بموقفهم تجاه هذه النقطة ولم يتراجعوا عنه: يبقى العجزة والنساء والأطفال في الملاجىء. أما بقية الرجال من غير العجزة، فيبقون مع رجال جيش التحرير ويتبعونهم، سواء كانوا يحملون أسلحة أو لا يحملونها .. وعندما نوقشوا فيما يتضمنه هذا الموقف من الخطورة، كان جوابهم: بأنه من الأفضل لهم أن يستشهدوا في ميدان الجهاد من أن يقتلوا غيلة وفي مواقف الضعف والجبن.
مضت ساعات ليلة الخميس - الجمعة متثاقلة بطيئة، واستسلم كل واحد إلى أفكاره وتأملاته: ترى ماذا سيحل بقرية (بوهندس)؟ ... وهل سينجح العدو في اكتشاف ملاجىء النساء والأطفال؟ ... وهل أن القرار الذي تم اتخاذه هو القرار الأمثل والأفضل، أم هناك حلول أخرى؟ .. إن المغاوير الفدائيين لا