الرمايات وتوجيهها لتدمير ما بقي من (المشاتي) القائمة في (بوهندس). وأثناء ذلك كان (الاستراتيجيون) الذين قدموا (البرهان) على علمهم ومعرفتهم تحت سماء بلاد أخرى، يستعدون الآن لإطلاق وحداتهم المختارة في الهجوم وهذه الوحدات هي (المظليون). ترى ألم تكن فرقة المظليين العاشرة تخشى من التعرض للسخرية، أو الفشل، وهي الفرقة المختارة في (الحرب ضد العصابات) وهم يزجونها للهجوم على (مشتى)؟ ...
لقد كلفت فرقة المظليين العاشرة بالاستيلاء على المناطق المحصنة، فتصورت هذه الفرقة أنها ستهاجم منطقة، مثل منطقة (خط ماجينو الذي لا يقهر). وكانت تلك هي المأساة التي عاشتها الأرض الجزائرية.
انتهت فترة التمهيد المدفعي، وأصدرت القيادة الإفرنسية أوامرها بتضييق حلقات الحصار حول مشتى (بوهندس). وأسرع المظليون - أصحاب القبعات الحمراء والثياب المموهة - بالتقدم على منحدرات المشتى من كل الاتجاهات. وأصدر قائد المجاهدين أمرا بعدم الرمي على الأعداء - المظليين - إلا عندما يصل هؤلاء الى مسافة (رمي الحجر) من مواقع المجاهدين. وهكذا بدأت حشود العدو بالتقدم، وفي اللحظة المناسبة، فتح المجاهدون نيران أسلحتهم، فتمزقت صفوف المظليين الذين كانوا يهرولون بخطوات متسارعة، وسقط جنودهم على الأرض، وحاول الأحياء منهم التشبث بمواقفهم التي وصلوا إليها، غير أن قيادتهم أصدرت إليهم الأمر بالتراجع، وذلك لإفساح المجال أمام نوبة جديدة من (التمهيد المدفعي) وأخذت القنابل في التساقط بغزارة، وبشكل أعمى، حتى حرثت المنحدرات حرثا بالقذائف. وكانت مجموعات