كان المجاهدون يعرفون تماما أن معركتهم مع عدوهم هي (معركة استنزاف) تعتمد في أساسها على تجنب الدخول مع قوات العدو في قتال جبهي - نظامي -. والتركيز على مبدأ المباغتة وما تحدثه من التأثير. وعلى هذا، فقد صدرت الأوامر إلى الرجال بعدم فتح النار على العدو قبل الظهيرة، وأن يتم فتح النار بصورة مباغتة وعندما تصل قوات العدو إلى مسافة قريبة جدا من المجاهدين حتى يكون بالمستطاع إنزال أكبر قدر من الخسائر في قوات العدو. وبذلك تتوافر الفرصة أيضا أمام المجاهدين حتى يقوموا بالانسحاب من مواقعهم ليلا، مستفيدين من ظلمته للوصول إلى نقطة التجمع. غير أنه وقع في هذه الفترة - وحوالي الساعة العاشرة صباحا - حدث غير متوقع قلب مخطط المجاهدين رأسا على عقب. إذ بينما كانت طائرتان (من نموذج ب - ٢٦) تقصفان من غير هوادة المرتفعات والوديان بالقنابل والغازات الخانقة، ظهرت طائرتان (من نموذج الجونكر) وأخذتا في التحليق فوق رؤوس المجاهدين استعدادا لإنزال حمولتهما من رجال المظليين.
نفد صبر مهرة الرماة، فأطلقوا نيران أسلحتهم على طائرتي
(الجونكر) وأصابوا بالتأكيد مستودع الوقود في إحدى الطائرتين، فاندلعت فيها النيران وهي في السماء، وسقطت على مسافة غير بعيدة عن موقع المجاهدين بأكثر من مائة وخمسين مترا، وتمزقت بانفجار لم يبق على أحد من ركبها الطائر - على قيد الحياة - بمن فيهم
قائد الطائرة وملاحوها. وهنا عادت قيادة المجاهدين فأكدت أوامرها السابقة بعدم فتح النار إلا عند وصول قوات العدو إلى مسافة قريبة جدا من مواقع المجاهدين. ولكن حدث بصورة مباغتة أن هبطت طائرة عمودية (هيليكوبتر) محملة بالضباط القادة - الجنرالات - إلى