جوار طائرة (الجونكر) المحترقة والمدمرة. ويظهر أن هؤلاء قد أقبلوا لمعرفة سبب الكارثة. وأخذ قائد المجموعة المقابلة للشرق (المجاهد عبد الحميد شيران) في متابعة ما يجري أمامه، فقد كان الجنرالات - القادة - لا يبعدون عن موقعه بأكثر من مائة وخمسين مترا، وكان باستطاعته أن يميز بمنظاره رتب هؤلاء القادة والأوسمة والشارات التي تلتمع تحت الشمس وهي تزين صدورهم. ولم يتمكن من مقاومة الإغراء الماثل أمامه. وكان جنده يتحفزون مثله لقنص هذا الصيد الثمين، فأخذت الحماسة بالقائد (شيران) وأخذ في تلاوة الآية الكريمة على مسمع مجاهديه - وهي بعد البسملة -: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} - صدق الله العظيم) (*) ثم قال لمجاهديه: (ها هو اليوم الذي هجرتم من أجله كل ما هو عزيز عليكم طلبا لإحدى الحسنيين الشهادة أو النصر فلا تخافوا من كثرة عدد العدو ووفرة عتاده. اصبروا واثبتوا) وانتصب واقفا وصاح بملء صوته، وبكل قوته:(الله أكبر - والنصر لنا). وأصدر أمره بفتح النار، وتمت إبادة مجموعة الضباط القادة بلحظة واحدة فقط. وأعقب ذلك اشتباك عنيف استمر حتى الساعة الخامسة مساء
مرت ساعات كان الضجيح خلالها نوبا بين هدير طائرات (ت -