٦) والطائرات العمودية مرة، ثم هدير طائرات الجونكر وطائرات (ب - ٢٦) مرة أخرى. وكان ذلك مختلطا بدوي انفجارات القنابل والصواريخ وأزيز الرصاص: وكانت كل نوبة من القصف يتبعها هجمات متتابعة من قوات العدو الأرضية لا تلبث حتى تتوقف مباشرة عندما تصطدم بنيران المجاهدين الغزيرة والدقيقة. وخلال ذلك كله، بقي العدو مستمرا في تضييق حلقة الحصار بين فكي قواته لرضع المجاهدين أمام واحد من خيارين لا ثالث لهما: فإما الاشتباك في صراع جسم لجسم، وإما محاولة قيام المجاهدين بخرق الحصار، مما يضع المجاهدين - في الحالين - أمام مأزق حرج، إذ باستطاعة العدو في الحالين استثمار تفوقه الساحق - عدديا - من أجل القضاء على المجاهدين. وعلى كل حال، فقد رفض المجاهدون الاشتباك مع العدو في قتال الالتحام - جسما لجسم - وقرروا القيام بانسحاب تدرجي، وعلى مراحل، وفقا للطريقة التقليدية في التناوب بين النار والحركة: وشرع العدو على الفور بتنظيم المطاردة، وأفاد المجاهدون من تأثير المباغتة، فأوقعوا في قوات العدو خسائر كبيرة
بدأت وحدة المجاهدين - المجابهة للمشرق - انسحابها بحادث مؤسف، إذ استطاعت إحدى الطائرات النفاثة تحديد موقع الرشاش الثقيل، فقصفته بصاروخ مزق رامي الرشاش (الشهيد بو عمامة) وأصابت عددا من المجاهدين بجراح مختلفة. ونظرا للمسافة القصيرة التي كانت تفصل بين المجاهدين وأعدائهم، فقد تركز جهد قائد الوحدة (شيران) على سحب الأسلحة والرشاشات الثقيلة بصورة خاصة حتى لا تقع في قبضة العدو. وكانت حلقة الحصار حول هذه المجموعة محكمة جدا. فأعطى قائد الوحدة أمره إلى