روحهم المعنوية. ولئن زعم جهاز الدولة الفرنسية أن الفرنسيين كانوا كلهم كلمة واحدة يوم (١٣ أيار - مايو). فقد كنا نحن نعلم خلاف ذلك، إذ كنا على علم بوجود هيئات فرنسية تناهض (١٣ - أيار - مايو) وتقاوم رجاله.
جاءت بعد ذلك (معركة الاستفتاء) لتشكل معركة سياسية كبيرة، استعد لها الفرنسيون عسكريا وسياسيا. وكان هدف الفرنسيين هو جمع الجزائريين بالقوة وإظهارهم في مظهر من رضي بالاستفتاء. لكن جيش التحرير الوطني كان قد استعد بدوره لمواجهة العدو في هذه المعركة، فعبأنا المناضلين في حملة مضادة للحملة الفرنسية، ووزعنا تعليمات خاصة إلى جميع المسؤولين لينسقوا أعمالهم. وأصدرنا نشرات خاصة لإيضاح حقيقة (حركة - ١٣ أيار - مايو) و (بالجنرال ديغول) و (مجازر ٨ أيار- مايو - ١٩٤٥) التي حدثت في عهد الجنرال (ديغول) وأصدرنا نشرات خاصة بالنساء، مع تكليف النساء المثقفات باللغة العربية، للاتصال بالنساء، وأن يشرحن لهن دور المرأة في مقاومة حملة الاستفتاء الفرنسية. وكنا في الميدان العسكري على استعداد أيضا لمواجهة العدو، ووعدنا جميع المدنيين بأنهم لن ينفذوا أوامر العدو. وحدثت منافسة بين سكان البوادي وسكان المدن، أيهم يكون أكثر التحاما مع الثورة، وتنفيذا لأوامرها، وأفسدنا جميع خطط الجيش الفرنسي الذي كان مقسما إلى فرق لحراسة الصناديق، وأخرى للدعاية بالأبواق، وأخرى لرد الهجمات المتوقعة. وقدر العدو اتساع الحملة التي نظمناها، فحاول مكتب الدعاية الفرنسي (المكتب الخامس) أن يرد علينا في نشرات خاصة، لكنها في الواقع لم تزد على أن أسهمت في نشر حججنا