للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوروبيين - عامة - إلى قسمين: (الطبقة المتوسطة) وهذه لها موقفها السلبي سواء من حكومتنا أو الحكومة الفرنسية، وكل ما تأمله هذه الطبقة هو أن تحدث معجزة تحل (المشكلة الجزائرية) وقد أبدوا مخاوفهم من مستقبل الاستقلال أن يقضي على مصالحهم لأنهم يريدون البقاء في الجزائر. لكننا أفهمناهم بواسطة نشرات خاصة، وطمأناهم على مستقبلهم في الجزائر المستقلة. وهناك (غلاة الاستعمار) ورؤوس الفتنة الذين يريدون أن يمسكوا بأيديهم زمام الموقف السياسي في الجزائر وفي فرنسا، وهؤلاء تبينوا الآن أن آمالهم في (ديغول) قد تبخرت، وأغضتهم بعض تدابير (الجنرال ديغول) مثل الفصل بين السلطات المدنية والعسكرية، وإبعاد بعض القادة العسكريين المشتغلين بالسياسة، كما أغضبهم صمته عن (قضية الدمج). وقد فهموا من هذه التدابير أن (ديغول) يريد القضاء عليهم، ولذلك فهم يفكرون في انقلاب جديد، وفي مجابهة كل حكومة تريد التفاوض.

أما (المعمرون) فيعرف كل واحد، أننا عندما هاجمنا مزارعهم في أول الأمر، جعلوا في كل مزرعة مركزا عسكريا لحمايتهم وحراسة ممتلكاتهم، لكن على أثر انقلاب (١٣ أيار - مايو) انسحب الجيش الفرنسي من بعض المزارع، ونتج عن ذلك أن فقد المعمرون ثقتهم في جيشهم، ولذلك احتجوا على الجيش والحكومة. وسبب انسحاب الجيش الفرنسي أن جيش التحرير قد تمركز تمركزا قويا وأصبح يشكل خطرا كبيرا على المراكز العسكرية الفرنسية ذاتها، ومما يجدر تسجيله هو أن اتصال المدنيين الفرنسيين بجيش التحرير قد كثر وتعدد في المدة الأخيرة، وأصبحوا يدفعون اشتراكاتهم طوعا كبقية الجزائريين، من غير أن يفرض عليهم أحد

<<  <  ج: ص:  >  >>