للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك. وعلى كل حال، فليس المدنيون الفرنسيون هم وحدهم المنقسمون على أنفسهم، بل إن العسكريين بدورهم منقسمون وممزقون أيضا. فهناك العسكريون الخلص - إذا جاز التعبير - وهناك العسكريون الذين يمارسون العمل السياسي. وقد وزعنا منشورات عديدة على الجنود الفرنسيين شرحنا فيها طبيعة المعركة التي نقوم بها. وقد أثرت فيهم تلك المنشورات حتى أن بعض الضباط أظهروا سخطهم وثاروا على قادتهم فزج بهم في السجون. كما وجهنا عنايتنا واهتمامنا الى (فرق القوم والحركة) ووزعنا عليهم منشورات عديدة، حتى صاروا ينضمون إلينا أكثر من ذي قبل، ومن المعروف أن نظام (رجال الحركة) يعتمد على المتطوعين الذين يعملون في دواويرهم، ويتم تسليحهم لمحاربة جيش التحرير، أي أن القيادة الفرنسية لا تنقلهم الى أماكن أخرى عندما تريد، كما تفعل مع بقية الجنود، كما أنها تدفع لهم رواتب وأجورا مرتفعة جدا. لكن لما كثرت عمليات انضمامهم إلينا أجبرتهم القيادة الفرنسية على التنقل من دواويرهم، وصارت تدفع لهم رواتب وأجورا مساوية لبقية الجنود. وأفاد جهاز إعلامنا - دعايتنا - من هذه المعاملة الجديدة (لرجال القوم والحركة) فوجه الدعوة إليهم من أجل الالتحاق بقواتنا. ولقت هذه الدعوة الاستجابة المناسبة.

جاءت بعد ذلك مناسبة تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، فكان أول عيد يحتفل به الشعب منذ قيام الثورة، ونظمت الاجتماعات، وأقيمت الأفراح، ورفعت الرايات الجزائرية على رؤوس الجبال، وبقيت هناك أكثر من عشرين يوما. وأطلقتا المدافع إعلانا لهذا الحدث التاريخي. وقد كان تشكيل الحكومة الجزائرية عاملا هاما في تكتل قوى الشعب الجزائري،

<<  <  ج: ص:  >  >>