والتفافها حول (جبهة التحرير الوطني) و (جيش التحرير الوطني). ومنذ إعلان تشكيل الحكومة ونحن نتلقى البيانات المتعددة من مجالس الشعب، وهي تؤكد لنا ولاء الشعب لحكومته، ومبايعته لها، مع المطالبة بالسلاح وبالطائرات، ومن طرائف ما سجلناه أن إحدى الرسائل التي وصلتنا كانت تقول:(أعطونا طائرات، حتى لو لم يكن لدينا وقود لها، لتسييرها، فإننا مستعدون لدفعها بأيدينا).
وخلاصة القول، فإن الثورة الجزائرية ما انفكت تسير في اتجاه تصاعدي، ففي الميدان العسكري تمكنا من تدعيم أجهزتنا العسكرية رغم المحاولات الفرنسية العديدة لإضعافنا، مثل إقامة الخطين المكهربين على الحدود التونسية والمغربية، كما حاول الفرنسيون أن يجرونا إلى المعارك الكبرى دائما، لكننا لم نقع في الفخ، ورحنا نواصل حربنا كما نريد نحن، بأسلوب يجمع بين حرب العصابات والحرب التقليدية، وبذلك تمكنا من المحافظة على قواتنا في نفس الوقت الذي كبدنا فيه العدو خسائر فادحة. واستطعنا في الفترة الأخيرة إقامة معامل خاصة لصنع الألغام ووسائل التدمير في كامل الولاية. وقد أصبحت هذه المصانع تثشكل خطرا جديدا على العدو، إذ أمكن بفضلها تدمير خط مواصلات (قسنطينة - الجزائر) وخط (قسنطينة - سكيكدة - عنابة) كما أمكن لنا بفضل وسائل التدمير هذه، تدمير محاور الاتصال وعزل قسنطينة عن العالم عزلا كاملا طوال ثلاثة أيام وحرمانها من الكهرباء والماء والمخابرات الهاتفية، وهذا ميدان لم يكن العدو متضررا به كثيرا قبل هذه المدة.
وبفضل تعاظم هذه القدرة العسكرية، تمكنا من تدعيم بقية