أجهزتنا الثورية، فقد أنشأنا اللجان القضائية المكلفة بالفصل في الخلافات (النزاعات) بين المدنيين على أسس الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي، وأغلب أعضاء هذه اللجان من ذوي الثقافة العربية وهذه اللجان القضائية تتصل بنشرات خاصة تحدد لها البنود القانونية. كما أنشأنا اللجان الخيرية التي تتولى جمع الأموال وتوزيعها على الفقراء، وتنظيم اللجان الاحتياطية التي تشرف على توجيه المجتمع وإرشاده، ولدينا مستشفيات متعددة، وقد أنشأنا أيضا مدارس لتعليم اللغة العربية في كامل أنحاء الولاية. مع تنظيم مدارس لإعداد الأطر (الكادرات) السياسية والعسكرية. ومدرسة لتخريج الممرضين يشرف عليها دكتور في الطب.
...
لقد أدرك الفرنسيون مبلغ إحكام نظامنا، وعرفوا مدى دقته، وعلى هذا الأساس فقد حاولوا التسلل إلينا عن طريق آخر، هو طريق التفرقة بين جيش التحرير وحكومته، فزعموا أن الحكومة الجزائرية لا تسيطر على الداخل، وانطلاقا من هذا الزعم اتصل بنا قائد فرقة من (قسنطينة). وعرض علينا أن نطلق سراح أسيرين فرنسيين كانا بين أيدينا، وأن نعين له أسيرين من أسرانا يطلق سراحهما مقابل ذلك، وأدركنا هدف هذه المحاولة، وهو التمهيد لايجاد اتصالات محلية، وتعزيز فكرتهم القائلة بأن الحكومة الجزائرية لا تسيطر على الموقف داخل الجزائر. ولذلك كان جوابنا ما يلي:
(إن لنا مسؤولين سياسيين، ولكم حكومتكم، فما عليكم الا أن تتصلوا بحكومتكم، وتطلبوا منها الاتصال بحكومتنا لتسوية هذه المسألة).