ما إن تم إطلاق سراح الأسرى حتى أسرع مراسلوا الصحف الفرنسية بالجزائر، لإجراء المقابلات معهم، والاستعلام عن طبيعة حياتهم في الأسر، وعن معاملة جيش التحرير لهم، فكتبت صحيفة (أوران ريبو بليكان) الصادرة يوم ٢١ أيار - مايو- ١٩٥٩ ما يلي:(كان من بين الأسرى ثلاثة جنود مكثوا في الأسر مدة خمسة عشر شهرا ونصف وهم: بيير دي غانيدو، وريمون كابل، وبرانجينوا ديفيزا. وقد سردوا قصتهم فقال - دي غانيدو-: بعد وقوعنا في الأسر أخذنا الثوار معهم، ومشينا لمدة خمسة عشر يوما، ثم قدمونا الى الكولونيل - العقيد عميروش - الذي أكد لنا أنه سيطلق سراحنا قريبا، إما عن طريق الصليب الأحمر، أو عند نهاية الحرب. وهنا قاطعه صاحبه كوبل بقوله: ولم يسألنا عميروش أي سؤال، بل قال لنا أنه لا يطلب منا المعلومات لأنه يعرفها أحسن منا، وأخبرنا على سبيل المثال عن عدد الجنود في مراكزنا، مع أننا لم نكن نعرف نحن عددنا بالضبط. ثم استأنف - بيير دي غانيدو- حديثه قائلا: وفي الفترة الاولى من أسرنا حدث أن مكثنا في مكان واحد لمدة خمسة أشهر، وفي الليل، لا يتحدث حراسنا إلا عن حياة الجهاد، أما نحن فلا نتحدث إلا عن الطعام والمأكل، ونحلم بالمآدب الفخمة والأطعمة الفاخرة الشهية).
وكتبت صحيفة (صدى الجزائر- ايكو دالجي) الصادرة يوم ٢١ أيار - مايو- ١٩٥٩ تحقيقا مع الأسرى جاء فيه: (قال دي غانيدو: لقد سمعت يوما بوضوح تام ضابطا فرنسيا يعطي أوامر السير لفصيلته، ولم يكن الجنود الفرنسيون يبعدون عن مخابئنا بأكثر من ثلاثين مترا، كما كانت الطائرات العمودية - الهيليكوبتر - تحلق فوق تلك المخابىء على مسافة منخفضة، من غير أن تتمكن من اكتشافها