أو رؤيتها. ولم يكن المجاهدون يعتبروننا مسؤولين عن الخسائر التي تصيب المدنيين من جراء قصف الطائرات الفرنسية. وفي المساء يأتوننا بالصحف، ويقرؤون لنا الأخبار، وكان أمين سر الولاية الثالثة - السكرتير - يقرأ لنا ما تحتويه صحيفتي (لوموند) و (الاكسبريس).
لقد جاء (ديغول) الى الجزائر، وإذ ذاك راود بعض الجنود أمل بأن تحصل الحكومة الجزائرية على استقلال الجزائر، عن طريق المفاوضات مع (ديغول) ولكن طبيبهم الذي كان يتناقش معهم أقنعهم بأن هذا الأمل بعيد التحقيق. لأن (ديغول) لن يقبل بالتفاوض مع (عباس فرحات) في بلد محايد. ولن يقبل (عباس) كذلك أن يذهب إلى باريس إذا لم يسبق ذلك مفاوضات تمهيدية. وحينئذ قال الجنود - المجاهدون - أنهم سيحاربون حتى النهاية من أجل الحصول على الاستقلال الذي هو مثلهم الأعلى، ولكنهم كانوا يعبرون عن هذا الإصرار من غير حقد ولا ضغينة. وتابع - دي غانيد -قوله: لقد بلغ عدد الأسرى - في بعض الأوقات - وفي المعسكر الذي كنا فيه فقط (٢٥) أسيرا. أما (ديفيزا) صانع الأخشاب في (بوفاريك) و (هرننديز) الذي يعمل طباخا في (بوغني) الذي أسر منذ شهر ونصف عند عودته من إجازته في طريق (شعبة العامر) فقد أكد الاثنان بأن الثوار ليس لهم أي شعور عدائي خاص نحو الأوروبيين القاطنين في الجزائر - وقال (ديفيزا): لقد كانوا
يعاملوننا معاملة حسنة، مثل بقية زملائنا الأوروبيين القادمين من فرنسا، وكانوا يتوجهون بالحديث إلينا على الخصوص لأننا نفهم اللهجة العربية.
لقد علم الأسرى بموت القائد (سي عميروش) بعد يومين أو