للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجاهدون في صفوف جيش التحرير الوطني، وفي تشكيلات الفدائيين، لن ينسوا ما شاهدوه أبدا، إذ احتفظ الأبطال ببطولتهم حتى وهم في سجونهم، وتحت رحمة جلاديهم في مجالس محاكماتهم.

لم يكن أولئك الأبطال يفكرون بالدفاع عن أنفسهم، عندما يقعوا أسرى في قبضة عدوهم، بل إنهم كانوا يقفون بكل إباء الثوار، وشمم الأبطال، فيوجهون التهم لأعدائهم، تعبيرا عن إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم، ومثال ذلك، موقف المجاهد (ببوش) الذي قدم إلى محكمة القوات المسلحة في عاصمة الجزائر - في شهر آب - اغسطس - ١٩٥٥. فوجه إلى أعضاء المحكمة الكلمة التالية:

(إنني لست متمردا، ولست خارجا على القانون. إنني جزائري، حمل السلاح لتحرير بلاده وتحرير إخوانه من السيطرة ومن الاستعمار الذي أثقل كاهلهم منذ أكثر من قرن، أما الخارجون على القانون، وأما المجرمون، فهم أولئك الذين يضطهدون ويقتلون شعبا يعد عشرة ملايين نسمة، يريد حريته واستقلاله. إن أعداء الشعب هم الذين تحاربهم جهة التحرير الوطني ويحاربهم جيش التحرير الوطني. وبصفتي جنديا في جيش التحرير الوطني فإنني أشعر أن واجبي هو في الجهاد من أجل تحرير الوطن واستقلاله).

لقد كانت تلك اللهجة النبيلة والصريحة، هي الطابع الثابت في مواقف جميع الأبطال الذين أعدموا.

ومقابل ذلك، كان الطابع الذي اتسم به القضاة الفرنيسون في

<<  <  ج: ص:  >  >>