الكميونات - وهي تسير متجهة نحو (متليلي). وجذب (دهمان رمضان) رفيقه من ذراعه، وقال له:(انظر! إلى أين تريد الخروج، وماذا تستطيع أن تفعل بمسدسك في مواجهة مئات الجنود؟) غير أنه لم يقتنع بما قاله رفيقه؛ فحاول الوقوف، وجذبه رفيقه مرة أخرى وهو يقول له:(هل جننت؟). وأجاب (سي الأخضر) رفيقه وهو ينظر إلى الأفق البعيد: (لم يعد باستطاعتي البقاء هنا، إنني أختنق، فلنضع نهاية لذلك مرة واحدة وإلى الأبد). ودفع بيده شجرات التمويه، وأسرع خارجا. كانت القافلة بعيدة عنه، ونظر إليه رفيقه (دهمان رمضان) وهو يمضي نحو الطريق، وقد أصابه نوع من الجمود فلم تصدر عنه أية حركة، وتابع ببصره رفيقه حتى وصل إلى ارتفاع الطريق.
وفي تلك اللحظة، ارتفع ضجيج طائرة عمودية - هيليكوبتر - كانت تتجه نحو المطار وما إن سمع (سي الأخضر) صوتها حتى استدار نحوها، ورفع رأسه، وأمسك صدمه بيده، واجتاز الطريق عدوا - ركضا -. ورأته الطائرة، واقتربت منه، ولم يعد باستطاعة (دهمان رمضان) الانتظار في مكانه، فنهض وتنكب بندقيته، ووقف منتظرا. وانطلقت رصاصتان، فأسرعت الطائرة العمودية بالصعود إلى الفضاء، ثم عادت للهجوم. وأسرع (دهمان رمضان) لمغادرة الفرن، متجها وهو يركض نحو هضبة لا تبتعد عنه بأكثر من خمسين مترا. وقذف بنفسه في أخدود شكلته مياه ساقية أثناء سيرها بين (غورين من الأغوار). واقترب هدير محرك الطائرة العمودية، وإذ ذاك انفجرت دفعة جديدة من الطلقات التي أطلقها (سي الأخضر) من مسدسه على الطائرة. وتبع ذلك مزيد من اطلاق النار استمر لعشرة دقائق. وعرف (دهمان رمضان) وهو في مخبئه نتيجة