للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الناجيات من الموت، اللواتي سبق أن أصدرت المحاكم العسكرية الاستعمارية أحكاما بإعدامهن، فقد كن يعرفن كيف يؤثرن فينا، كأن يروين لنا، بمنتهى التواضع، قصص نشاطهن المحفوف بالمخاطر. إننا سنعود - في الفصل الثاني - لنكتشف مرة أخرى في أدب المقاومة شهاداتهن المباشرة حيث الكلمات العادية، البسيطة، تتحول في روايات (سجن فرين) وسواه من المعتقلات الى قصائد شعرية تعجز عن بلوغها كلمات الشعراء، وتصوراتهم المبدعة المجنحة.

لقد كان إرهاب المدن هو الخميرة المولدة للبطولة الثورية التي تفتحت على تحولات اجتماعية مذهلة.

...

يختلف الواقع النفسي - السياسي اختلافا تاما عن الفكرة التي يكونها عنها (الشيوعي الفرنسي) أو (الجزائري المهاجر المتفرنس) حين يتحدث عن جزائر يجهلها.

لقد نصبت الثورة نفسها، بمراقبة جبهة التحرير الوطني، مدافعة عن ذاتها، لتنقذ كرامة المجموع وكرامة الفرد. وكل جزائري، وكل جزائرية، واعيان إلى ضرورة التنكب عن العفونة للوصول إلى التقدم والنهضة. ليس صحيحا أن الفعالتية هي بالضرورة غير صافية. إن السلوك الجماعي والفردي للمجاهدين يثبت على الضد، أن الصفاء هو الفعال. وكيف يمكن الشك في هذه الحقيقة عندما لا تكون أعمال الفداء والجهاد والقتال المسلح امتيازا خاصا بالرجال؟

<<  <  ج: ص:  >  >>