إنه لتحول عجيب! إن عودة (اليويو) بذلك الشكل المباغت هي في حد ذاتها لعز غامض يثير التساؤل والدهشة لا سيما وأن هذه العودة ترافقت مع تصعيد الحرب الرهيبة. وهذه هي (الولولة) القديمة البريئة والهزيلة، والتي لم تكن تتجاوز حدود المنازل، قد تحولت بغتة إلى (صيحة حرب) تطلقها جوقة من النساء، جوقة لا يحصى عدد أفرادها، جوقة خفية، مثل زئير الهزة الأرضية، أو تفجر البركان من أعماق المدينة كلها.
إن (المثقفين الفرنسيين) بارعون ملاعين، لديهم خبرات كثيرة في شؤون العالم. فقد تعلموا جميع أنواع حيل الحرب في صراعهم مع شعب الهند الصينية (فييتنام). وكثيرا ما كان الفلاح الفييتنامي أو المرأة الفييتنامية يضللانهم ويحيرانهم. فكيف يتحسبون لما قد تبتكره (الفواطم المسلمات) من أساليب للعمل محض جزائرية، جديدة في مفهومها، جديدة في تطبيقها، جديدة حتى في بساطتها وديناميكيتها وفعاليتها؟ ... كيف يفسرون هذه القدرة (ولولة النساء أو زغاريدهن) على مسح عقدة الخوف، وإطلاق المجال لآلاف الثوار (الفلاقة) للعمل في (المدن المقموعة - المكبوتة). والتصدي لوسائل الفاشيين المرعبة، وإيقاف تظاهرات الاستعماريين؟
لقد أصبحت صيحات (اليويو) مصدر وحي للشعراء الناشئين في جزائر الثورة، إذ وجدوا فيها تعبيرا عن عبقرية الشعب الخلاقة المبدعة المجددة، فهل يمكن وضع تحديد أو تعريف لهذه الولاويل أو الزغاريد الوطنية؟
إنها المد المعروف، المألوف، لحرف واحد على أنغام عديدة يؤديه شخص واحد، ثم يشاركه عدة أشخاص ثم يتسع المد ويكبر