الدقيقة عن الموقف العسكري في القرية، ونوع الدوريات التي تتردد على منزل زوجته، وعدد أفراد هذه الدوريات، وكذلك المواعيد الليلية والنهارية للدوريات وكذلك كل ما هو ضروري من المعلومات لوضع مخطط من أجل دخول القرية. وعلم (سي الأخضر) ان هذه الدوريات عادة ما تكون من (س. آ. س) أو (المكتب الثاني) وأحيانا من (الحركيين). كما علم أيضا بأن معدل الزيارات الليلية هو أقل من معدل الزيارات النهارية.
وما أن توافرت كافة المعلومات الضرورية حتى قرر (سي الأخضر) ورجاله الانتقال إلى العمل، ووضع مخططهم موضع التنفيذ.
شكل (سي الاخضر) القوة التي ستذهب الى القرية من ستين مجاهدا، كلهم من الفرسان، المسلحين أفضل تسليح، والذين تملؤهم الحماسة ولديهم الاستعداد للقيام بأي عمل من أجل انقاذ زوجة قائدهم الشابة (عقيلة). وسارت هذه القوة في عتمة الليل المظلم، حتى إذا ما أشرفت على القرية، عين (سي الأخضر) عددا من رجاله لإكمال المهمة وهي (اختطاف زوجته) في حين بقي هو وبقية رجاله في أسفل القرية، بانتظار عودة المنفذين، وعلى استعداد للتدخل إذا ما تطلب الأمر، وتسارعت الأحداث. وكان (سي الأخضر) قد قرر التوجه بنفسه من أجل إحضار زوجته، وبرفقته عدد من المجاهدين، إلا أن رجاله منعوه من تحقيق رغبته، لأنهم كانوا يعتقدون، بالرغم من تقديرهم لخطورة هذه المهمة، أن هناك أعمالا أخرى أكثر أهمية تتطلب وجوده، من أجل مستقبل الوطن بكامله. وأن مجاهديه أكثر حاجة لشجاعته ولكفاءته العسكرية القيادية، ولجرأته في مواجهة مواطن الخطر. وهكذا، وفي تلك