توجه (الملازم سكاربانكي) ومعه بعض رجاله في صبيحة اليوم التالي لمقابلة خباز القرية، (والد رتيبة) وهدفه معرفة ما إذا كان قد عرف بأمر حضور (سي الأخضر) إلى القرية. وكان الخباز يتمتع بسمعة طيبة في القرية، فأنكر أن يكون على معرفة بالأمر، وقال له: بأنه يعتقد، مثله مثل أهل القرية جميعا، بأن رجال (المكتب الثاني) أو رجال (س. آ. س) هم الذين جاؤوا لاعتقال (عقيلة) وهكذا فإن أهل القرية، لم يعرفوا إلا بعد هذا الاستجواب، بحقيقة ما حدث لقد استطاع (سي الأخضر) السخرية من شجاعة الجنود الإفرنسيين، واقتحم عليهم ملجأهم، وانتزع زوجته من تحت مخالبهم وهو تحد حقيقي لمحترفي العسكرية الإفرنسية وقادتهم من أصحاب (الأدمغة المفكرة).
عرفت (أم عقيلة) ما عرفه الجميع عن أمر اختطاف ابنتها، غير أنها أصرت بالرغم من ذلك، على القول بأن (الروم) هم الذين اختطفوها، سواء كان المتحدثون معها من أهل قريتها، أو كانوا من رجال الدوريات الإفرنسية - بصورة خاصة - ممن استمروا في التردد على المنزل لاستجوابها.
...
وصل (سي الأخضر) مع رجاله إلى قرية (تاسامرت) واستراح قليلا ثم استأنف السير حتى وصل (بيرقسطلي) الواقعة على بعد (٦٤) كيلومترا من (زمورة). ومن هناك ذهب (سي الأخضر) إلى رجل كان يعرفه جيدا ويثق به، إنه (سي طيب) المعروف بقامته الضخمة ولونه الأسود وشاربيه الكثيفين. وأوكل اليه أمر العناية بزوجته والسهر عليها. وبدأت (عقيلة) منذ هذه اللحظة حياتها السرية في المقاومة.