زوجته حتى يصطحبها معه. ولهذا فقد انتظر (سكار بانكي) ظهور (سي الأخضر) حتى يقتله مع زوجته. وليحقق الأمل الذي طالما داعب مخيلته منذ أن اختطفت (عقيلة) من قرية (زمورة).
مضت الليلة الأولى، ولم يظهر (سي الأخضر). وفي الليلة التالية، وصل ممتطيا صهوة جواده، ومعه بعض فرسانه، ودخل المنزل. وبوغت فرسان (سي الأخضر) بالهجوم عليهم، فلم يتمكنوا من استخدام أسلحتهم، وسقطوا شهداء على الفور. وشرع رجال (الملازم سكار بانكي) بتوجيه نيرانهم إلى المنزل الذي دخله (سي الأخضر). وأمسك الرجل وزوجته سلاحهما بشجاعة، ووجها نيرانهما إلى الأعداء، فقتلا بعض الجنود الإفرنسيين. غير أن المعركة لم تستمر طويلا فلم تمض أكثر من ثوان قليلة حتى صمتت الأسلحة. وخيم السكون. ثم استؤنف إطلاق النار بكثافة عالية، وتهدمت جنبات المنزل. وعاد الهدوء من جديد وعندما تبدد الدخان والغبار الخانقين، تقدم رجال (سكار بانكي) بخطى مترددة وجلة وأصابعهم ترتجف على الزناد. وعندما وصلوا إلى عتبة المنزل، دفعوا الباب بأخمص السلاح. واقتحموا المنزل، فوجدوا (سي الأخضر) و (عقيلة) وهما قتيلين وسط بركتين متجاورتين من
الدماء، وهما ممسكين بسلاحيهما اللذين أفسدهما كثرة ما أصابهما من الرصاص. وعرف فيما بعد أن (عقيلة) كانت حاملا في أسبوعها الثالث.
...
اجتاحت الجزائر في يوم ٥ جويليه - تموز - ١٩٦٧ موجة من البهجة والفرح. فقد تفتحت كل الأمال، وكل الأحلام التي طالما أحبطت خلال سنوات عديدة، وارتفع العلم الجزائري أخيرا، في