نتناول أي طعام حتى يقدم لنا (اللحم من الخروف أو البقر المذبوح على الطريقة الإسلامية).
وارتسمت ملامح الفتاة المجاهدة على شخصية (فضيلة) منذ ذلك التاريخ.
خلال تلك الفترة، اخترت طريق الزواج في ظروف البلاد المضطربة أما (فضيلة) فقد وجدت نفسها مرغمة على متابعة طريقها، محاولة التوفيق بين الدراسة والصراع. وقد بدأ ذلك في شهر أيار - ماي - ١٩٥٦، عندما صدر الأمر إلى كل الطلاب بإعلان الإضراب العام عن الدراسة. وكان هذا الإعلان هو القنبلة المدمرة لنظام التعليم الإفرنسي، وقد أدرك الطلاب دورهم، وحددوا مطالبهم الشرعية.
...
كانت (فضيلة) من بين المحرضين على الإضراب ومن قادته، فضحت بذلك بالقسم الثاني من شهادتها الثانوية (البكالوريا). وبدأت الاعتقالات على نطاق واسع. وكانت (فضيلة) في جملة المعتقلين، وألقي بها في سجن (الكدية). واستمرت فترة اعتقالها لمدة سنة كاملة، تعرضت خلالها الفتاة البائسة لكل أنواع المعاملة السيئىة، والأساليب الدنيئة، والأعمال الشائنة التي يندى لها الجبين بالنسبة لفتاة صبية عذراء مسلمة فقد شوه جسدها، ووشم برسم أعقاب لفافات التبغ - السكائر - التي كان يتم إطفاءها على جسمها، مما ترك على بشرتها آثارا واضحة لازمتها طويلا، وتركت حروقا مرعبة. وأرغمت على مشاهدة التعذيب وعمليات الإعدام - الإبادة. وعرفت (فضيلة) من خلال تجربتها نوعا لم تكن تعرفه من المخلوقات البشرية، إنه نوع يتمثل فيه الحقد الكريه والقسوة