المناضلين والذي تم إلقاء القبض عليه بواسطة كمين محكم فكان يحاول اكتساب عطف جلاديه عندما يسلطون عليه التيار الكهربائي وذلك بقوله (ليس باستطاعة فرنسا حكم البلاد بهذه الأساليب الجنونية - الحمقاء) مع تكرار حرف الراء في (كلمة فرنسا) عندما تشتد عليه قوة التيار.
استمر القلق في تعذيبنا طوال الوقت، ماذا سيحل بنا وماذا ينتظرنا؟ وكم من الوقت سيمضي علينا في معتقلنا هذا؟ وكيف لنا أن نتصل بعائلاتنا لبعث الطمأنينة في نفوسهم؟ ...
نظم المظليون المعسكر شيئا فشيئا. فوضعوا الأسلاك الشائكة فوق الجدران. ووضعوا الحديد على نوافذ الغرف. واكتفى الحرس من غير المظليين بأداء دوره في الحراسة.
كان يسمح للمعتقلين في كل غرفة (مائة معتقل تقريبا) بالذهاب مرتين إلى دورات المياه (المراحيض). وكان رتل المعتقلين يسير بنظام، يحيط به المظليون الذين يدفعون المعتقلين للإسراع (بأداء هذا الواجب) مستخدمين في ذلك أعقاب بنادقهم. وكان هذا (العرض) مؤلما، ونحن نتابعه من وراء القضبان، بقلوب حزينة منكسرة، هذه المزق الإنسانية، وهي تعرج، أو تسحب بقاياها على الأرض سحبا، في حين يعمل الأقوياء من المعتقلين على مساعدة المرضى بحملهم من تحت أذرعهم. ويأتي الشيوخ دائما في المؤخرة، أما الأكثر شجاعة فيسيرون في الأمام. وكل يحمل في يده علبة معدنية تحتوي ما كان قد طرحه فيها من البراز في الليل.