فهمها فيتابع النقيب قراءة الأسماء بصوته الجهوري ولهجته الثابتة.
فكرت بمرارة بأمر تلك الظلال التي جلس بعضها إلى جوار بعض ... وقرأ النقيب الأسماء الأخيرة بصعوبة واضحة. وانتهت (العملية) ... ثم بدأ التدافع نحو الغرف (المهاجع) وتعثر البعض بسبب الظلمة، ولم يتمكن المظليون من السيطرة على الموقف إلا بصعوبة وعناء. وتبع ذلك ضجيج وأصوات قوية، وانطلق بعضنا يعانق بعضا مهنئين بمرور التجربة بسلام، في وسط الظلمة بحيث لم تكن الوجوه لتتعارف، وكانت الظلمة القاتمة تضم الجميع وتصهرهم في كتلة واحدة، وفي جسد معذب واحد.
كانت تصلنا في كل يوم مجموعة جديدة من النساء. فنتحلق حولهن لنستمع منهن - قبل كل شيء - قصة (استجوابهن) ثم نتلقى منهن بعض الأخبار الجديدة. ونقلت إلينا بعضهن ممن جاؤوا من (مدرسة سارويا) قصة انتحار فتاة لا يزيد عمرها على ثمانية عشر ربيعا، قذفت بنفسها من نافذة المدرسة حتى تتخلص من التعذيب. وكانت شقيقة أحد المجاهدين المعروفين (ز. ت. آ) معتقلة معنا، وقد انتابها القلق على مصير أخيها، فأعلمناها أنه بخير، وعادت الطمأنينة إلى نفسها، وقد لازمت الفتاة الطالبة (هـ) ذات العشرين ربيعا، ولم تتركها لحظة واحدة، إذ كانت تعرف أنها مصابة بمرض (القلب) وشاهدتها وهي تقع مغمى عليها مرات كثيرة، في إثر جلسات التعذيب.
جاءت أيضا الفتاة (ف) شقيقة (م. ي) الذي تم تعذيبه تحت بصرنا في (مدرسة سارويا) وهي الفتاة البكر لعائلتها، وكان أبوها في السجن، وأختها هاربة (حيث أصابها المظليون برصاصة بعد أن طوقوا المزرعة التي كانت تعمل فيها مع ب. س. في تنظيم شبكةفهمها فيتابع النقيب قراءة الأسماء بصوته الجهوري ولهجته الثابتة.
فكرت بمرارة بأمر تلك الظلال التي جلس بعضها إلى جوار بعض ... وقرأ النقيب الأسماء الأخيرة بصعوبة واضحة. وانتهت (العملية) ... ثم بدأ التدافع نحو الغرف (المهاجع) وتعثر البعض بسبب الظلمة، ولم يتمكن المظليون من السيطرة على الموقف إلا بصعوبة وعناء. وتبع ذلك ضجيج وأصوات قوية، وانطلق بعضنا يعانق بعضا مهنئين بمرور التجربة بسلام، في وسط الظلمة بحيث لم تكن الوجوه لتتعارف، وكانت الظلمة القاتمة تضم الجميع وتصهرهم في كتلة واحدة، وفي جسد معذب واحد.
كانت تصلنا في كل يوم مجموعة جديدة من النساء. فنتحلق حولهن لنستمع منهن - قبل كل شيء - قصة (استجوابهن) ثم نتلقى منهن بعض الأخبار الجديدة. ونقلت إلينا بعضهن ممن جاؤوا من (مدرسة سارويا) قصة انتحار فتاة لا يزيد عمرها على ثمانية عشر ربيعا، قذفت بنفسها من نافذة المدرسة حتى تتخلص من التعذيب. وكانت شقيقة أحد المجاهدين المعروفين (ز. ت. آ) معتقلة معنا، وقد انتابها القلق على مصير أخيها، فأعلمناها أنه بخير، وعادت الطمأنينة إلى نفسها، وقد لازمت الفتاة الطالبة (هـ) ذات العشرين ربيعا، ولم تتركها لحظة واحدة، إذ كانت تعرف أنها مصابة بمرض (القلب) وشاهدتها وهي تقع مغمى عليها مرات كثيرة، في إثر جلسات التعذيب.
جاءت أيضا الفتاة (ف) شقيقة (م. ي) الذي تم تعذيبه تحت بصرنا في (مدرسة سارويا) وهي الفتاة البكر لعائلتها، وكان أبوها في السجن، وأختها هاربة (حيث أصابها المظليون برصاصة بعد أن طوقوا المزرعة التي كانت تعمل فيها مع ب. س. في تنظيم شبكة