للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على تعذيبها (بالتيار الكهربائي) متهمين إياها بإيوائها لواحد من المجاهدين.

...

اقترب موعد عقد جلسات هيئة الأمم المتحدة، ورافق ذلك تصعيد في حملة الاعتقالات. لقد أرادت السلطات الاستعمارية إلقاء القبض على الزعيمين المجاهدين (علي لابوانت وياسف سعدي) بأي ثمن، وسواء أمكن القبض عليهما وهما أحياء أو أموات، وذلك قبل عقد جلسات هذه الهيئة الدولية. وسارت عملية التعذيب بسرعة مذهلة، وتطورت حملة الاعتقالات فشملت: الفتيات الصغيرات، والأطفال، والشيوخ من الرجال والنساء.

أخذ الجلادون في تعذيب الأم من أجل اعتقال أبنائها، وتعذيب الزوج أمام زوجته والزوجة أمام زوجها، والطفل حتى يستيلم أبوه.

وخلال هذه الفترة اعتقلوا مجموعة من الفتيات الصغيرات بتهمة العمل في تأمين اتصالات المجاهدين أو إيواء القادة ممن تبحث عنهم السلطات الإفرنسية. كانت من بينهن (سكينة) ذات الجمال الرائع، ونضرة الشباب المتفتح لعمر لا يزيد على السبعة عشر عاما، وقد اجتذبت اهتمام الجميع، بابتسامتها الطفولية البريئة، وعيناها الدعجاوين البراقتين. وكانت قصص التعذيب كثيرة ومتنوعة: فالفتاة (ب. ف) عذبت بالكهرباء، والماء، وأدخل قضيب حديدي في فرجها. وهناك قصة امرأة لها من العمر (٣٥) عاما، قذفت بزورق إلى عرض البحر، ونرع جلادوها في تغطيسيها بالماء حتى تعترف، وكرروا العملية معها مرات عديدة حتى ماتت مختنقة. وانتهكت أعراض عدد كبير من الفتيات الصغيرات، وأجلسوا الفتاة (د. أ) على عنق زجاجة مكسورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>