أهلكم) وأظهر المظليون سرورهم، ولم يفهموا تلك الشتائم التي وجهت لهم. وقد أثار هذا الحادث في نفوس النساء قدرا كبيرا من الارتياح.
بوغتت النساء ذات يوم مباغتة بلغت بهن أقصى درجات الاستثارة. فقد دخلت إلى المعسكر الفتاة (ف. ت) وهي تحمل حقيبة سفر في يدها، وعلى رأسها منديل رقيق، يحيط بها إثنان من المظليين. ولم يكن مثل هذا المشهد مألوفا في المعسكر وتساءلت النساء:(ترى من تكون هذه الفتاة، التي وجدت ما يكفيها من الوقت لوضع ثيابها في الحقيبة من أجل إقامتها البائسة في المعسكرات؟). لقد كان مظهرها يوحي بأنها تعمل متنقلة في المقاومة السرية، وأنه قد تم اعتقالها عند سفرها لتنفيذ إحدى المهمات. وعلى كل حال، فإن فترة التساؤل لم تستمر طويلا، إذ تم إدخالها إلى مهجعنا بعد هنيهة، وعرفنا أن اسمها هو (ف. ت) وقالت أنها قدمت من معسكر (مصوص) بعد قيامها برحلات عديدة، وأنها تعرضت للتعذيب قبل أن ينقلوها إلى معسكرنا، وكانت قد تعرضت من قبل للتعذيب أيضا في معسكر (مصوص) لأنهم هناك يقومون بالتعذيب أيضا أثناء القيام بالبحث والتحقيق في أعمال أخرى. وقالت أيضا بأنها (جربت) خلال التعذيب كل الوسائل المتبعة، من التيار الكهربائي إلى الماء الخ ... واعترفت أنها حاولت الانتحار قبل أن تتعرض لتجربة التحقيق الثاني:(غير أن حديد النافدة أمسك بها، فبقيت معلقة، وأسرع مظلي لإنقاذها من الموت الذي كانت تتمناه وذلك في اللحظة الأخيرة) وها هي الآن تقوم (برحلتها) الثالثة. وشعرنا أنها تتألم، وتعاني من القلق، وطالما تساءلت: (لماذا نقلوني إلى هنا؟ ولماذا يبدلون مركز